أوقفوا الحرب، وأعيدوا الأمل: معًا، لنُعيد بناء غزة

لقد مرت سنة كاملة منذ أن تعرضت غزة، التي يقدر عدد سكانها بـ 2.23 مليون نسمة، لقصف متواصل. وقد قُتل ما لا يقل عن 41,000 شخص وأصيب أكثر من 90,000. وقد كانت أضرار البنية التحتية في غزة وعمليات التهجير القسري غير مسبوقة. وقد تُرك الشباب مع خراب مستقبلهم. منذ عام 2011، كانت SPARK نشطة في فلسطين وتُعبر عن حزنها لفقدان شعب غزة، وكذلك شركائنا والمشاركين في برامجنا. يجب على العالم أن يتحرك بشكل عاجل لوقف العنف وحماية ما تبقى من مستقبل غزة، حتى نتمكن من البدء في إعادة بناء غزة بجهد جماعي.
تستمر الحرب في غزة بلا توقف، تاركة وراءها خسائر ضخمة في الأرواح، وأضرار في البنية التحتية، وعمليات تهجير غير مسبوقة. لم تتمكن المجتمع الدولى من وقف إراقة الدماء والدمار المستمر. يستمر معاناة الشعب في غزة بينما يتم تفكيك مجتمعهم بشكل منهجى. كما ذكرت فرانسيسكا ألبانيزي، المقررة الخاصة للأمم المتحدة: “هناك أسباب معقولة للاعتقاد بأن العتبة لجريمة الإبادة الجماعية قد تم تحقيقها.” في SPARK، نشعر بالحزن الشديد والصدمة العميقة من مدى الدمار والتكلفة الشديدة التي تكبدتها غزة، التي تعاني بالفعل من هشاشة في اقتصادها وبنيتها التحتية، والأهم من ذلك، شعبها. إن هذه الأزمة الإنسانية هي أيضًا أزمة تنموية. تأتي هذه الحرب بتكاليف ضخمة ومتزايدة على جميع الفلسطينيين، الآن وفي المستقبل القريب والبعيد.
SPARK في غزة
منذ عام 2011، عملت SPARK، إلى جانب شركائها، في غزة لبناء مستقبل من خلال التعليم، وتوفير فرص العمل، وريادة الأعمال. اليوم، فقدنا الاتصال بالعديد من طلابنا والمشاركين وشركائنا. ومع ذلك، نستمر في التواصل مع من يمكننا الوصول إليهم، ونسعى لفهم ظروفهم الحالية واحتياجاتهم. توقفت جميع برامج SPARK – سواء كانت تركز على المنح الدراسية أو تطوير المهارات أو دعم الشركات الناشئة – عن العمل في قطاع غزة. الشركات الناشئة التي رعيّناها سابقًا، والتي تمثل الأمل والتقدم، قد تحولت الآن إلى أنقاض. هذه ليست مجرد أزمة إحصائية، بل هي تدمير للأحلام، والمستقبل، وأجيال كاملة.
الآن، وبعد مرور عام، لا تظهر الحرب أي علامات على التوقف. بعد عام من التدمير المستمر، يُترك أولئك الذين كانوا يبنون مستقبلهم من خلال التعليم وريادة الأعمال مع عدم اليقين فقط. لقد تحطمت طموحاتهم، التي كانت مليئة بالأمل، إلى جانب محيطهم. عملنا، جنبًا إلى جنب مع أحلام أولئك الذين دعمناهم، معلق في الميزان.
السؤال الذي يشغل الجميع هو: كيف يمكن اعادة بناء غزة؟ بينما هذا أمر بالغ الأهمية، يبدو أنه سابق لأوانه دون وقف فوري ودائم لإطلاق النار. تنضم SPARK إلى المجتمع الدولى في المطالبة بإنهاء معاناة الفلسطينيين. من المستحيل إعادة بناء الأرواح أو سبل العيش أو البنية التحتية وسط العنف المستمر.
“بينما نُعزى خسارة العديد من الغزاويين وتدمير المنازل الأسرية، والمساجد، والجامعات، والمستشفيات، والشركات، نبقى ثابتين في التزامنا تجاه غزة وشعبها، الذين يعيشون في أصعب وأحلك الظروف. ومع ذلك، حتى يتم تحقيق وقف إطلاق النار، تظل الجهود لإحياء قطاعات التعليم وريادة الأعمال في غزة غير قابلة للتحقيق. في غضون ذلك، تقوم SPARK، جنبًا إلى جنب مع شركائها، بعمل كل ما في وسعها للاستعداد للحظة التي يُحقق فيها وقف إطلاق نار دائم،” كما يقول سيمون فان ميليك، الرئيس التنفيذي لـ SPARK.
التعافي المبكر
من خلال التشاور الوثيق مع شركائنا في غزة والجهات المانحة الدولية، تقوم SPARK بوضع الأساس للتعافي الاقتصادي الفوري والطويل الأمد. على المدى القصير، نركز على دعم الأعمال المنزلية والمشاريع الصغيرة، وتعزيز سلاسل الإمداد والقيمة لضمان توفر السلع الأساسية مثل الغذاء والسلع الأساسية – وهي مساهمات حاسمة للاستجابة الإنسانية المستمرة.
مع الاعتراف بالنقص الحاد في العمالة الماهرة، خاصة في مجالات الرعاية الصحية والتعليم وإنتاج الغذاء، نحن ملتزمون بتوسيع الوصول إلى التعليم من خلال المنصات الإلكترونية، والدورات القصيرة، والتدريب أثناء العمل، وتحسين الاتصال لمعالجة هذه الاحتياجات الملحة بسرعة.
بالنظر إلى المستقبل، يركز استراتيجيتنا المتوسطة إلى الطويلة الأجل على القطاعات عالية النمو مثل الأعمال الزراعية والتكنولوجيا الرقمية. من خلال إحياء الأعمال الزراعية، نهدف إلى تعزيز إنتاج الغذاء المحلي ومعالجة التحديات الهيكلية للأمن الغذائي في غزة. في الوقت نفسه، نحن نستثمر في إمكانات قطاع التكنولوجيا لدفع الانتعاش الاقتصادي، مع تركيز خاص على خلق فرص العمل عن بُعد والعمل الحر.
على المجتمع الدولي ان يقوم بدوره الآن
لا يمكن للعالم أن يواصل تجاهل خطورة هذا الوضع، سواء في غزة أو في الضفة الغربية. بينما يستمر القتل، فإن الغالبية العظمى من الغزاويين بلا مأوى ويواجهون انعدام الأمن الغذائي الشديد. بينما يصدر القادة العالميون بيانات، يجب أن تتبعها أفعال حقيقية. لإنهاء الحرب، وتأمين وقف دائم لإطلاق النار، والتخطيط لمستقبل غزة وفلسطين ككل. يجب على المجتمع الدولى تكثيف جهوده وإعادة تسليط الضوء على غزة وما يمكن أن يفعله المجتمع الدولى.
أخبار ذات صلة
-
أخبار
مستقبل فلسطين المجهول: كيف تخطف الحرب قدرة الفلسطينيين على بناء القطاع التكنولوجي
-
أخبار
70 من شباب غزة يحصلون على فرص عمل جديدة في قطاع التكنولوجيا
إن للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من 17 عامًا ضررًا اجتماعيًا واقتصاديًا وإنسانيًا كبيرًا، يصيب به حياة أكثر من…
-
غير مصنف
إطلاق برنامج منصة فلسطين التقنية من Google بمشاركة 630 من الخريجين الجدد من مجال التكنولوجيا الرقمية
احتفلت SPARK وشركاؤها Google ,Udacity بإطلاق برنامج منصة فلسطين التقنية من Google بتسجيل 650 طلب في البرنامج الذي يستهدف التقنيين…
-
News
فازت الشركة الفلسطينية الناشئة ’’بلو فلتر‘‘ (BlueFilter) بجائزة 10000 دولار خلال نهائيات مؤتمر أفكار قطاع ريادة الأعمال IGNITE Pitch.
فازت شركة ’’بلو فلتر‘‘ الناشئة ومقرها في غزة بالجائزة الأولى في منافسة أفكار ريادة الأعمال للشركات الناشئة (Startups on the…
-
أخبار
مؤتمر الأطراف 26: كيف ندعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم (SMEs) لتصبح قادرة على التكيف مع تغير المناخ
-
غير مصنف
أفغانستان: مخاوف على الاستقرار ومستقبل الشباب
-
غير مصنف
Business across Borders: Former employees turn to entrepreneurship
-
غير مصنف
الاحتفال بالإنجازات: 10,000 منحة دراسية مقدمة للاجئين السوريين
سألت الملكة ماكسيما كوبار مشو، البالغة من العمر 19 ربيعًا والحاصلة على المنحة المقدمة من منظمة ’’سبارك‘‘ رقم 10,000، والتي…
-
غير مصنف
أين هم الآن؟ خمسة طلاب سابقين حاصلين على منح دراسية
As we prepare to award the 10,000th scholarship, five former students share what changed for them after graduation.
-
كيف بنينا شراكات مستدامة مع المؤسسات التعليمية
-
يعيد روّاد الأعمال في غزة الإعمار بعد 10 أيامٍ من الحرب
-
قوموا بتشغيل الكاميرات والميكروفونات فالتعليم الإلكتروني مستمرّ للمستبقل
-
تعزيز ريادة الأعمال في غزة والضفة الغربية