غلق
غلق
غلق
أكتوبر 17, 2019

تعزيز ريادة الأعمال في غزة والضفة الغربية


20/06/2019 الضفة الغربية، فلسطين (حقوق الصورة: تام نيكولسون (©2019

الاحتفال بمرور 25 عاماً على تأسيس “سبـارك”

 

يستذكر إبراهيم قطيش فيقول: “عام 2008، لم يكن هناك أحد منخرطاً في ريادة الأعمال في الجامعات الفلسطينية”. في ذلك الوقت، كان قطيش يعمل في جامعة بيرزيت في الضفة الغربية، ويعمل على إنشاء مركز جديد ليكون حاضنة مشروعات ريادية.

كانت منظمة “سبارك” (والتي كانت تُعرف آنذاك باسم رابطة التدريب الأكاديمي)، ولعدد من السنوات، تعمل على تطوير وإدارة حاضنات الأعمال في دول البلقان، ودعت المنظمة قطيش لحضور مؤتمر في كراغوييفاتش في صربيا لمناقشة حضانة الأعمال في المناطق الهشة أو المتأثرة بالصراعات. شرع قطيش في مهمة وضع ريادة الأعمال كجزء من التوجّه العام في فلسطين مستفيداً من المعرفة التي اكتسبها في البلقان.

بعد أن عانت عقوداً طويلة من القيود المفروضة على الحركة والسلع، تهاوت القطاعات الاقتصادية وأصبح الشباب بلا عمل داخل الضفة الغربية. يؤمن قطيش أنه إذا اكتسب الطلاب المهارات الشخصية اللازمة لإدارة مشروع ريادي، فسيكون بوسعهم خلق فرص العمل لهم بأنفسهم، بما يخدم الاحتياجات المباشرة للأسواق المحلية.

وأمام الشباب في غزة (في السابق وحالياً) خيارات ما بعد التخرج أقل من تلك التي تُتاح للفلسطينيين في الضفة الغربية. فمع وجود قيود صارمة على الحركة وندرة الكهرباء بتأمينها لـ4 أو 6 ساعات فقط في اليوم، يتوفر عدد قليل جداً من الوظائف. نتيجة لذلك، يحاول الشباب هناك الوصول (تقليدياً) إلى أعلى المستويات بدراستهم للقانون والطب والهندسة. إلّا أنّه يتخرّج من كليات الهندسة في غزة أكثر من 800 خرّيج سنوياً، بينما يحتاج سوق العمل إلى حوالي 50 مهندساً فقط.

حضانة أعمال للطلاب

بعد عودته إلى الضفة الغربية، تظافرت جهوده مع جهود “سبارك” والمنظمات المحلية الساعية لتوسيع الشبكة. فقاموا معاً بالترويج للحاجة إلى خدمات تطوير المشروعات الريادية لدى الطلاب في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية.

2011: ورشة عمل حول فهم الأنظمة السحابية (اليمين). برنامج التميز التكنولوجي الطلابي في مركز نجاد زيني للتميز التقني (يسار).

في فلسطين وخارجها

كان أوّل تواجد لـ”سبارك” في الشرق الأوسط في فلسطين، فمنذ إنشاء أول مكتب لها في رام الله، شارك أكثر من 7000 رائد أعمال طموح في برامج التدريب وحصلوا على دعم لإطلاق مشاريعهم وشركاتهم في فلسطين. أصبحت المنظمات المحلية الشريكة التي ساعدت في تأسيس المشاريع الأولى، مثل منتدى سيدات الأعمال، منظمات ذاتية الاكتفاء وكيانات رائدة في السوق، متجاوزةً الخدمات التي قدمتها لها “سبارك”.

أصبحت ريادة الأعمال اليوم بديلاً حقيقياً لمحاربة نسبة البطالة التي وصلت إلى 70% في فلسطين. فمن خلال إطلاق المشروعات الريادية في فلسطين، تعلّمنا دروساً ساهمت بإثراء المشاريع الريادية وبرامج التعليم العالي (المهني) الأخرى في أنحاء الشرق الأوسط، لاسيّما أنّ الأزمة السورية قد فاقمت معدلات البطالة في واحدة من أصعب مناخات التوظيف في العالم. تستمر “سبارك” في العمل مع الشركاء المحليين لمساعدة الشباب في سد الفجوة بين التخرّج والتوظيف.

“لقد وفّرنا للطلاب مهارات مختلفة، إلى جانب المهارات التقنية، ليتمكنوا من التفكير في المشاكل التي يريدون حلها، وفي كيفية إدارة شركة والتواصل الفعّال وغيرها”.

في تلك الأثناء، كان محمد سكيك يعمل في حاضنة التكنولوجيا والأعمال، وخلال لقائه الأول بـ”سبارك”، قرر هو والمنظمة إطلاق مسابقة ريادية لشباب غزة للمساهمة في رفع مكانة ريادة الأعمال كمسار مهني قابل للنمو.

تلقّت المسابقة الريادية الأولى طلبات من 60 شخصاً، بينما تلقت المسابقة التي أُقيمت بعد ذلك بخمس سنوات طلبات من أكثر من 3000 متقدم! أي أن المجتمع أصبح أكثر وعياً بأهمية ريادة الأعمال لخلق فرص العمل في هكذا مجتمع مغلق. كذلك استطاعت النساء الاستفادة بإطلاق شركاتهن الخاصة بدلاً من محاولة دخول أسواق عمل يسيطر عليها الذكور.

نساء في عالم المشروعات الريادية

تشاركت “سبارك” مع منتدى سيدات الأعمال، وهي منظمة مخصصة فقط للرائدات النساء. كانت أمل الجوج، وهي امرأة في الـ30 من العمر من عزة، إحدى المشاركات الناجحات. فقد أنشأت لعبة طاولة ملونة وممتعة توفّر أساليباً مبتكرة وغير رسمية لدعم اكتساب الأطفال لمهارات اللغة. “كنت أدرّس اللغة الإنكليزية للأطفال، وأدركت أن الصعوبة التي تواجه الأطفال في تعلم اللغة ستقودهم إلى الإحباط”.

أمل الجوج مع لعبة الأطفال COPIالتي ابتكرتها

عام 2011، تخرّجت أمل من كلية التربية في جامعة القدس وانضمت لبرنامج حاضنات دعم بدء الأعمال (BSIS). تم تطوير فكرة مشروعها الريادي والاستراتيجيات التسويقية من قبل مدرّبين، وشاركت لاحقاً في مسابقة الأعمال التي أطلقها منتدى سيدات الأعمال وفازت بها! استخدمت أمل مبلغ التمويل الأوّلي الذي فازت به إضافة إلى بعض المال لإنتاج نموذج أوّلي للعبتها. أصبحت لعبتها اليوم تُباع في 8 مناطق في غزة والضفة الغربية، كما تُستَخدم لتعليم اللغة الإنكليزية في مدارس قطاع غزة.

ستصبح هذه الشبكة مركز حاضنة الأعمال. سيكون مكاناً حيث يمكن للشباب التواصل مع المنظمات والقطاع الخاص والطلاب الآخرين، وكذلك التعرّف على طرق التفكير المختلفة والمهارات الجديدة. في حين كان لدى الجامعات في الضفة الغربية المرافق المناسبة، إلا أنها كانت تفتقر إلى القدرة أو الموارد لبدء مثل هذا المشروع. كان لدى مركز حاضنة الأعمال القدرة والعلاقات، ولكنه كان يحتاج فقط إلى البنية التحتية، ولذلك تمّت الشراكة.

أخبار ذات صلة