غلق
غلق
غلق
فبراير 8, 2021

قوموا بتشغيل الكاميرات والميكروفونات فالتعليم الإلكتروني مستمرّ للمستبقل

لم يكن لدى خديجة، قبل بضعة أشهر فقط، أي فكرة عن ’’التعليم عن بُعد‘‘. وحتى لو كان لديها علم به، إلا أنّ إمكانيات الوصول إلى هذا النوع من التعلّم كانت مخصصة لمن لديه اتصال إنترنت سريع، وهاتف ذكي أو جهاز لوحي أو كمبيوتر محمول.

أثّرت أزمة كوفيد-19 بشكل كبير على التعليم في جميع أنحاء العالم، بطرق سلبية وإيجابية. وقد أدّى ذلك إلى فرض تلقي التعليم، إلى حد كبير، من خلال الإنترنت. وكان على المدارس والجامعات، في الأجزاء الهشة والمتأثرة بالصراع من العالم، مثل العراق وتركيا والأردن، إجراء تغييرات كبيرة لضمان استمرار طلابها في التعلم.

تلقت خديجة جهاز لوحي لضمان تعليمها عبر الإنترنت خلال جائحة كوفيد-19.

وبصرف النظر عن الأجهزة والبرامج اللازمة لإجراء تحوّل ناجح إلى أشكال التعلّم عبر الإنترنت والمختلطة منها، فإن ذلك يتطلّب أيضًا نهجًا تعليميًا وتربويًا مختلفًا. لذا تساعد منظمة سبارك في إنجاح هذا التحوّل الرقمي بفضل امتلاكها 25 عامًا من الخبرة مع الشباب المهمشين، وكونها أكبر مزوّد للمنح الدراسية للاجئين السوريين في الشرق الأوسط.

صقل مهارات المعلّمين والأساتذة

عندما أُغلِقَت المدارس والجامعات في تركيا في شهر مارس من العام الماضي، حَرِصَت منظمة سبارك مع شركائنا الخمسة من الجامعات على التعرّف على احتياجات هؤلاء المعلّمين والأساتذة الأكثر إلحاحًا. وكان قد بات واضحًا أن معظم الأساتذة والمحاضرين لم يكونوا على دراية بأدوات التعلّم عبر الإنترنت، وأن العديد من الجامعات تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتقديم دورات عبر الإنترنت لطلابها.

ومن هذا المنطلق، قدّمت منظمة سبارك على الفور برامج تدريبية لـ57 أستاذًا جامعيًا حول مناهج التدريس عبر الإنترنت، مع إيلاء اهتمام خاص لتعزيز مشاركة الطلاب وكيفية استخدام أدوات التعلم المدمجة. وقد اشترت منظمة سبارك، بفضل الدعم المالي من الاتحاد الأوروبي، تسعة خوادم ومنصات للتعلّم عن بُعد للجامعات، وتبرعت بـ800 جهاز لوحي متصل بالإنترنت للطلاب الضعفاء لضمان وصولهم إلى الفصول الدراسية عبر الإنترنت. ويرتاد أكثر من 26500 طالب دروسًا عبر الإنترنت يوميًا في تركيا.

Donating hardware and supporting educators to go digital, with support from the European Union
Donating hardware and supporting educators to go digital, with support from the European Union

المنح التدريبية الافتراضية

تُعتبر فرصة الحصول على خبرة عمل حقيقية من خلال فترة التدريب مهمّة بالنسبة للخريجين الذين يدخلون سوق العمل، كما أنها تفيد أصحاب العمل أيضًا. وأصبحت فرص التدريب عرضة للخطر مع القيود التي تفرضها جائحة كوفيد-19.

أنشأت منظمة سبارك في العراق برنامج تدريب افتراضي للشباب المحلّيين والسوريين. وعلى الرغم من انتشار الجائحة، إلا أن هذه التدريبات الرقمية، في 30 شركة عراقية مختلفة، تتيح للطلاب اكتساب المهارات والخبرة العملية من المنزل. وقد تلقى الطلاب أجهزة كمبيوتر محمولة وإنترنت ذو سرعة اتصال عالية، وحصلوا على راتب قدره 290 دولارًا شهريًا للحصول على تدريب بدوام كامل. وتوفّر منظمة سبارك الدعم والتوجيه للشركات بشكل مستمر للتأكد من حصول الطلاب والشركات على أقصى استفادة من التدريب. وسيحصل الطلاب في النهاية على شهادة وهي تُعتبر إضافة مهمة إلى سيرهم الذاتية.

الشباب في العراق يتلقون تدريبات رقمية عن بُعد

الدعم النفسي الاجتماعي

لم تمارس جائحة كوفيد -19 الضغط على الاقتصادات والوظائف في جميع أنحاء العالم فحسب، بل أثّرت أيضًا بشكل كبير على الصحة العقلية. وسرعان ما أدركنا الحاجة إلى الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدة الشباب على التكيّف مع الوضع المتغيّر وذلك من خلال الاتصال المنتظم بشبكتنا الواسعة من الطلاب والخريجين. ونقدم جلسات توعية أسبوعية من خلال منصة عبر الإنترنت، بالإضافة إلى العلاج النفسي الجماعي والفردي لحوالي 100 طالب في لبنان والأراضي الفلسطينية المحتلة والأردن والعراق (بما في ذلك إقليم كردستان العراق). مع استمرار حالة عدم الاستقرار، يظل هذا الأمر ذات أهمية كبيرة، وذلك في عالم ما بعد جائحة كوفيد-19 أيضًا.

يجري العمل على تقديم جلسات الدعم النفسي والاجتماعي عبر الإنترنت بدعم من الاتحاد الأوروبي

إطلاق الجيل الرقمي

من الضروري تقديم منظور للأجيال الجديدة عما تقتضيه المرحلة لما بعد المدرسة أكثر من ذي قبل. وتقوم منظمة سبارك في الشرق الأوسط بذلك من خلال المساعدة في جعل دورات ريادة الأعمال جزءًا من المناهج الدراسية، ومن خلال توفير المواد التعليمية والتدريب على مهارات العمل. علاوة على ذلك، ننظّم مسابقات للشركات الناشئة، مثل الحملة الترويجية للشركات الناشئة (Startup Roadshow)– وهي أكبر مسابقة لرواد الأعمال في الشرق الأوسط- حيث يفوز رواد الأعمال الشباب الواعدون بتمويل أوّلي لبدء أعمالهم. وكان يجب على كل هذا- وبطبيعة الحال- أن يتحوّل إلى عالم الإنترنت، وذلك مع بداية جائحة كوفيد-19. لقد وجدنا أن هذا التحوّل له ميزة إمكانية حضور المجموعات، مثل النساء والشباب المتأثرين، الذين كان من الصعب حضورهم في السابق، حيث يمكنهم الآن القيام بذلك بسهولة أكبر لأن الحصص الدراسية والتدريب عبر الإنترنت يقتضي وجود العتبة الدنيا من المتطلبات اللازمة لذلك.

الفائز السابق في الحملة الترويجية للشركات الناشئة متجر شرقي (Sharqi Shop) في الأردن وهو يتلقى شيكًا بقيمة 3000 يورو لبدء عمله

طريق المستقبل أمامنا

على الرغم من أن التحوّل المفاجئ إلى عالم الإنترنت كان بدافع الضرورة، إلا أنه خلق أيضًا فرصًا مذهلة. ويتعلّم الآلاف من الطلاب والأساتذة من جميع أنحاء العالم من بعضهم البعض، مما يحفّز بطبيعته التعاون الأكاديمي ويؤدي إلى تجاوز الحدود الوطنية والثقافية. لكن ليس هذا فقط، حيث يستطيع الأشخاص والمجموعات الذين لم يتمكنوا من حضور الحصص الدراسية، بسبب أسرهم أو وضعهم الشخصي، حضور الحلقة، ويمكنهم العمل على مستقبلهم.

من الواضح أنّ لا شيء من هذا يحدث تلقائيًا، بل يتطلّب مساعدة ودعمًا فعّالَين. فالمطلوب هو تحسين المناهج لجعلها أكثر ملاءمة للتعلّم عبر الإنترنت والمختلط، والاستثمارات في البنية التحتية الرقمية والأجهزة، والتدريب والدعم لكل من المعلّمين والطلاب. لن تتمكن أنظمة التعليم والأجيال الجديدة من التعامل مع الوضع الحالي فحسب، بل يمكنها أن تصبح أكثر مرونة أيضًا.

أخبار ذات صلة