غلق
غلق
غلق
ديسمبر 12, 2023

70 من شباب غزة يحصلون على فرص عمل جديدة في قطاع التكنولوجيا

إن للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من 17 عامًا ضررًا اجتماعيًا واقتصاديًا وإنسانيًا كبيرًا، يصيب به حياة أكثر من 2.23 مليون  شخص، إذ تضاعف معدل البطالة من 23.6% في 2005 وقبل الحصار، ليصل إلى 47% في نهاية 2022.

في حين أن الإقرار بهذه الأزمة يتطلب جهدًا وإجراءات هيكلية على المدى الطويل، شرعت سبارك وشركاؤها في خلق مسارات مهنية للشباب في غزة، ليتمكنوا من الحصول على ثبات وظيفي، من خلال تنمية مهاراتهم في ريادة الأعمال وتطويرها. نعرض في هذا السياق قصة محمود، وهو خبير تقني طموح من غزة، يقدم لنا نظرة على طموحاته والعقبات التي يواجهها وتحدد تجربته وغيره من الشباب من أبناء جيله.

يقول محمود “بحسب المثل، الجار يسمع جاره” يصف بذلك حقيقة الاكتظاظ السكاني المتزايد في غزة. عندما تخرج محمود من دراسته كان هو وزملاءه مفعمين بالأمل في الحصول على وظيفة، لكن الواقع الذي كان بانتظارهم لم يطابق تطلعاتهم، بل واجه محمود حقيقة فجوة المهارات المهنية التي تركته والعديد من الخريجين الجدد بلا عمل.

يوضح محمود: “سرعان ما أدركت أن سوق العمل يتطلب مهارات ليس متاح لنا الحصول عليها كطلاب جامعيين” الوصول إلى هذا الإدراك كان جديرًا بتحطيم آماله الواهمة بالانتقال من الدراسة إلى سوق العمل والتوظيف بسهولة.

تعزيز المهارات الرقمية لمحاربة ارتفاع البطالة

تقدم سبارك من خلال برنامجها لتعزيز المهارات الرقمية بدعم من شركة جوجل (Google.org) وبالشراكة مع Gaza Sky Geeks، حلولًا عملية لإعادة تشكيل فرص الحصول على العمل في غزة. 

التحق محمود و 70 من الخريجين الجدد بالبرنامج، بعد أن تخرج ووجد أن فرصه للحصول على وظيفة ضئيلة للغاية، إذ أن البرنامج يقدم تدريبات في المهارات الرقمية للشباب في المجتمعات الهشة في كل من فلسطين ولبنان والعراق. 

تحولت مسيرة محمود المهنية عندما التحق بدورة متخصصة في الحوسبة السحابية، بإشراف وتوجيه من خبراء المجال في Gaza Sky Geeks، الذين لديهم إلمام بخصوصية التحديات التي يواجهها شباب غزة. كانت تجربة محمود بالبرنامج مثرية إذ مكنته بالحصول على المهارات المطلوبة التي تواكب احتياجات السوق الرقمي المتغيرة باستمرار.

 

حصل 55 من شباب غزة على وظائف في مجال التكنولوجيا الرقمية

أثمر عمل محمود الدؤوب نجاحًا بعد انهائه للبرنامج التدريبي، إذ وجد نفسه أمام فرصة وظيفية في القطاع الخاص، ميزته خبرته في مجال الحوسبة السحابية وأكسبته كفاءة أكبر أمام فرص العمل المتاحة. بعد مشاركة 70 من الشباب بالبرنامج، حصل 55 منهم على وظائف بدوام كامل أو جزئي في قطاع التكنولوجيا الرقمية، يصنف العديد منها وظائف عمل عن بعد.

ويضيف محمود: “كان البرنامج بمثابة نقطة انطلاقة ممتازة بالنسبة لي، إذ أتاح لي الفرصة في الانضمام لشركة محلية في غزة وتطبيق عملي للمعرفة التي اكتسبتها من البرنامج”، يقول أيضًا: “لقد بذلت كل جهدي لأثبت نفسي في الشركة وبحمدالله تمكنت من الاستمرار في العمل بها”

بالاستفادة من التكنولوجيا في تحريك عجلة التغيير، تمثل قصة محمود صورة لمهمة سبارك الأوسع وهي سد الفجوة بين عمليتي التعليم والتوظيف من خلال تنمية المهارات التي توائم متطلبات سوق العمل الحديثة.

إن ارتفاع معدل البطالة في غزة دليل على التحديات الجسيمة التي تواجه الشباب في سعيهم لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، وقصة محمود هي دليل حي على التأثير الإيجابي للبرامج المصممة لمعالجة هذه العقبات. فمن خلال تزويد الخريجين الجدد بالمهارات اللازمة للحصول على الوظائف، تتجلى القدرة الجليلة لهذه البرامج في التغيير. تغذي سبارك بالتعاون مع شركائها، القوة العاملة الكامنة في غزة، وتحرك عجلة تمكين الشباب من تكوين مستقبل واعد لهم ولمجتمعاتهم.

للتصدي لارتفاع معدل البطالة، يتطلب المشهد الاقتصادي الصعب في غزة التزامًا طويل الأمد إلى جانب التمويل الفعال، في ظل الحصار المستمر وما يلحقه من تحديات يتعرض لها الخريجون، تبقى الحاجة إلى التجديد وتعزيز المهارات وإيجاد فرص عمل مبتكرة أمرًا ملحًا.

أخبار ذات صلة