غلق
غلق
غلق
مايو 21, 2021

يعيد روّاد الأعمال في غزة الإعمار بعد 10 أيامٍ من الحرب


عبد الرحمن عوض، مؤسس شركة ’’كليفر تويز‘‘ (Clever Toys)، يقف بين أنقاض مبنى مكتبه، 2021/05/20 - عبد الرحمن عوض ©.

.هزت مشاهد الدمار وتزايد الوفيات في غزة والمدن الأخرى العالم أجمع. يمكن الآن إحصاء عدد القتلى ودفنهم في ظل اتفاق حالي لوقف النار

ومع ذلك ، لم يقم رواد الأعمال في غزة بتقييم الضرر الفعلي لهذه الهجمات سوى الآن. فقد كان لتدمير المنازل والمكاتب والبنية التحتية ووسائل النقل عواقب وخيمة طويلة الأجل وبعيدة المدى. وتضيع الآمال بالوظائف والنمو الاقتصادي وتتبدد الأحلام في ظل تدمير كل شركة ناشئة ومشروع تجاري وجامعة. ومع ذلك، لا يزال عزيمة روّاد الأعمال قائمًة لا تتزعزع وهم على استعداد لإعادة الإعمار.

’’عادت غزة 10 سنوات إلى الوراء في غضون 10 أيام من القصف فقط‘‘.

قال محمد سكيك، مدير تطوير الأعمال في منظمة ’’سبارك‘‘، والذي ولد ونشأ في غزة: ’’عادت غزة 10 سنوات إلى الوراء في غضون 10 أيام من القصف فقط‘‘. وتدعم منظمة ’’سبارك‘‘ روّاد الأعمال في الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 2006، ودخلنا في شراكة عام 2015 مع ’الفاخورة‘‘ (Al Fakhoora)- وهو برنامج تابع لمؤسسة ’’التعليم فوق الجميع‘‘، لتقديم منح دراسية للتعليم العالي للشباب الفلسطيني. وأدت الهجمات الأخيرة إلى طمس عقود من العمل الجاد والاستثمار وفرص العمل التي بناها روّد الأعمال الشباب.

 أبو مطر متخصصًا في التصنيع الرقمي والطباعة ثلاثية الأبعاد. وعلى الرغم من الحصار الإسرائيلي الذي صعّب على أبو مطر الحصول على المواد وقطع الغيار، إلّا أنّه أنشأ أوّل طابعة عام 2015 وشارك في تأسيس ’’تشكيل‘‘ (Tashkeel3d). وكان محمد مطر في الآونة الأخيرة يتعاون مع وزارة الصحة في غزة لتزويد نظام الرعاية الصحية المتعثر بالمعدات التي تشتد الحاجة إليها في أعقاب جائحة كوفيد-19. وأنتجت الشركة أيضًا عاصبة تستخدمها سيارات الإسعاف وطواقم الطوارئ لوقف النزيف الحاد وهو سبب شائع للوفاة في غزة بسبب العنف القائم بين إسرائيل وفلسطين.

منتجات مطبوعة ثلاثية الأبعاد أنتجتها شركة ’’تشكيل‘‘ (Tashkeel3D) في غزة قبل تدمير مكاتبها عام 2021 - باسل قنديل ©.
منتجات مطبوعة ثلاثية الأبعاد أنتجتها شركة ’’تشكيل‘‘ (Tashkeel3D) في غزة قبل تدمير مكاتبها عام 2021 - باسل قنديل ©.

بين ليلة وضحاها. وجرّاء ذلك، فقد العديد من الأشخاص وظائفهم في الشركة، وفقدت الشركة استثمارات مالية ضخمة والسلع الحيوية التي كانت تنتجها. كما فقدت الشركة احتمال نموها في المستقبل لدعم المزيد من الأشخاص في الوظائف التي تشتد الحاجة إليها.

لى نحوٍ مماثل، أعلن عبد الرحمن عوض، مؤسس شركة ’’كليفر تويز ‘‘ Clever Toys، في منشور مؤلم له على فايسبوك، أنّ المبنى الذي طوّر فيه ألعابه التعليمية التفاعلية للأطفال وصنعها وخزّنها قد دُمِّر بالكامل، وفقدَ خمسة موظفين وظائفهم.

عبد الرحمن عوض، مؤسس شركة ’’كليفر تويز‘‘ (Clever Toys)، يقف بين أنقاض مبنى مكتبه، 2021/05/20 - عبد الرحمن عوض ©.
عبد الرحمن عوض، مؤسس شركة ’’كليفر تويز‘‘ (Clever Toys)، يقف بين أنقاض مبنى مكتبه، 2021/05/20 - عبد الرحمن عوض ©.

كما قال عبد الرحمن: ’’لقد بدأت رحلتي في ريادة الأعمال في سن العشرين، وواجهت العديد من التحديات والنكسات التي جعلتني أقوى في كل مرة… تلقيت أنباءً عن تعرض مبنى كحيل للقصف وتسويته بالأرض، وهو المبنى الذي يحوي جهد السنوات التي وضعتها في شركتي الناشئة ’’كليفر تويز‘‘، والتي ولدت كالحلم. وكنتُ أرغب دائمًا في إحداث تغيير في المجتمع من خلال هذه الشركة، حيث نصنع من خلالها ألعابًا تعليمية تفاعلية للأطفال في غزة المحاصرة باستخدام معدات أساسية. هل يمكنك تخيل استثمار كل طاقتك ووقتك على مدى السنوات العديدة الماضية وتلاشي كل ذلك في ثانية واحدةٍ؟‘‘.

’’هذه ليست العقبة الأولى في حياتي. وسأعود أقوى بكثير‘‘.

لم يفقد سكان غزة الأمل وقد اعتادوا بشكل مؤلم على إعادة بناء حياتهم بعد هذا النوع من الدمار. وقال عبد الرحمن مؤسس شركة ’’كليفر تويز‘‘: ’’لقد دُمِرَت الأدوات والمعدات، لكن العقل سيستمر في البناء، ولن ينطفئ النور، لأن هذه ليست العقبة الأولى في حياتي. هذه إرادتي وحلمي لبناء مستقبلي، وسأعود أقوى بكثير‘‘.

بالنظر إلى ما بعد الحاجة إلى المساعدات العاجلة والمساعدات الإنسانية في المنطقة، تطلق منظمة ’’سبارك‘‘ وجمعية الشيخ عبد الله النوري الخيرية دعمًا للشباب وروّاد الأعمال في غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية لمساعدتهم على إعادة بناء شركاتهم بعد انتهاء هذه الأزمة. وقال باسل قنديل- مدير حاضنة الأعمال والتكنولوجيا (BTI) في غزة والشريك المحلي لمنظمة ’’سبارك‘‘: ’’بصفتنا حاضنة للأعمال والتكنولوجيا، سنقوم بتوفير مساحة عمل لهم [رواد الأعمال] بعد انتهاء الهجوم، ثم سنحاول التواصل مع المانحين والشركاء للبحث عن إمكانية إعادة بناء هذه الشركات الناشئة ودعمها‘‘.

اندلعت الاحتجاجات والمظاهرات من سيدني إلى كشمير، وانتشر وسم ’’#غزة_تحت_القصف‘‘ (GazaUnderAttack#) عبر وسائل التواصل الاجتماعي. إن المجتمع الدولي على استعداد للمساعدة، وتدعو منظمة ’’سبارك‘‘ جميع مؤيديها للمساهمة في جهود إعادة الإعمار طويلة الأجل، مثل إعادة بناء الأعمال التجارية من أجل آلاف الوظائف المستقبلية للشباب.

أخبار ذات صلة