عدم الاستقرار السياسي في ليبيا، والأزمات العالمية المستمرة مثل COVID-19 والأزمة الأوكرانية الروسية عوامل مهمة تلعب دورًا في تباطؤ التعافي الاقتصادي في ليبيا. يسيطر عدم اليقين على المشهد، وهو ما ظهر في التقرير الأخير للبنك الدولي، والذي جاء فيه “من المستحيل التنبؤ بالنتائج الاقتصادية بأي درجة من الثقة بسبب ارتفاع مستوى عدم اليقين المحيط بالتطورات السياسية والأمنية”. خلال الأشهر القليلة الماضية، عملت سبارك عن كثب مع شريكها المحلي، دراز كورنر، من خلال برنامج التضامن في ليبيا لتحديد مرونة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في ليبيا.

تقييم المرونة للشركات 

تم إجراء استطلاعات الرأي ومناقشات مجموعات التركيز (FGDs) واجتماعات مع أصحاب المشاريع لتحديد الثغرات وتصميم خطة استجابة شاملة لدعم المشاريع والصغيرة والمتوسطة المتأثرة. تهدف الخطة إلى حماية الشركات الصغيرة والمتوسطة، وحماية الوظائف، وخلق فرص عمل جديدة ومساعدة الشركات على النمو من خلال نهج المرونة. أظهرت نتائج الدراسات الاستقصائية ومجموعات التركيز أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة بحاجة إلى أن تصبح أكثر مرونة.

عادةً ما ترتبط المرونة بتكنولوجيا المعلومات والرقمنة. ومع ذلك، لم تقتصر النتائج على تلك العوامل الرئيسية ولكن على موضوعات أكثر أهمية مثل تعديل خطط العمل، وتمكين التواجد الرقمي والإدارة، وإدارة المخاطر، وخلق بيئات عمل آمنة، والتخطيط الاستراتيجي ورفاهية الموظفين. ساعدت النتائج سبارك وشريكها على تصميم خطة مرونة شاملة.

تصميم خطة المرونة

تضمنت الخطة ثلاثة أنشطة رئيسية: حملة توعية ترويجية تدعو الشركات الصغيرة والمتوسطة إلى التفكير في إعادة تقييم قدرتها على الصمود. تدريب 30 شركة من جميع المحافظات الليبية؛ وجلسات تدريب مخصصة بناءً على احتياجات رواد الأعمال. أنتجت الحملة التوعوية مقاطع فيديو ورسومات وصور عبر العديد من منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك حسابي سبارك ودراز كورنر، مما رفع الوعي حول الموضوعات المتعلقة بمشاركة الموظفين والرفاهية النفسية، وأهمية التحول الرقمي وفائدة إعادة تقييم خطط الشركة وسط التغيرات العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، تم اختيار 15 شركة بناءً على التسجيل عبر الإنترنت لحضور تدريب من مدربين متخصصين في بناء خطط الأعمال والتسويق الرقمي والتجارة الإلكترونية والموارد البشرية وإدارة المخاطر والتصدير ورفاهية الموظفين. تضمنت الخطة أيضًا جلسات تدريب مخصصة بناءً على احتياجات المشاركين، حيث أتيحت للشركات فرصة الوصول إلى جلسات تدريب خاصة مخصصة لمساعدة أصحاب الأعمال وممثلي الشركات على تمكين موظفيهم ومساعدتهم على النمو والتطور.

يقول حامد الهوني، مؤسس Engraveha وأحد المشاركين في البرنامج: نوع الموضوع الذي تمت مناقشته مختلف وفريد ” الجلسات التدريبية والارشادية تتطابق مع نمو مشروعي وعلى توافق مع التغييرات الأخيرة على أرض الواقع”.

وعند الانتهاء من البرنامج اجتمع المشاركون في يوم ختامي وتم توزيع شهادات المشاركة والتقدير. سيستمر البرنامج في دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة في المرحلة التالية.

يقول محمد حمودة، مدير المشروع في دراز كورنر: “لا يزال الوصول إلى التدريب والتوجيه يمثل تحديًا للجميع، ولا سيما للمشاريع الصغيرة والمتوسطة. نحن نعمل على تسهيل الوصول إلى المعرفة بشكل مناسب لمعالجة هذا الجانب”.