غلق
غلق
غلق
أغسطس 7, 2023

يوسع مصنع النسيج السوري اعماله في الأردن من خلال توظيف اللاجئين والنساء

عصام صالحة، سوري لاجئ في الاردن من عام 2013، بدأ بمشروع نسيج في وسط مدينة عمان باستخدام ثلاث ماكينات وثلاث من الموظفين. بعد عقد من الزمن، نمت الشركة لتضم 12 موظفًا و يأمل عن طريق التدريب والإرشاد الى توظيف اكثر من 100 موظف في السنوات الخمس المقبلة.

عندما اندلعت الحرب السورية في عام 2011، كان عصام يعيش في داريا احدى ضواحي دمشق بسوريا. نتيجة التصاعد في الاوضاع اضطر للجوء هو وعائلته الى الاردن و قال” ان تصبح لاجئًا في مجتمع جديد هي تجربة لا يمكن تصورها.” لحسن الحظ، كانوا ملمين  بلغة وثقافة المنطقة والذي سهل اندماجهم في البيئة جديدة.

ادرك عصام بعد مرور اشهر من وصوله الى الاردن انه بحاجة الى اعالة زوجته واولاده وكذلك ابقاء نفسه مشغولًا، لذلك عاد إلى مهنته كخياط و قال” عوضًا عن الجلوس بدون عمل والتحسر على بيتي المفقود، وجدت انه من الافضل ان اشمر سواعدي وابدأ العمل العمل في المهنة الني اعرفها جيد.”

بعد ان جمع عصام كل مدخراته و اقترض الاموال من اقاربه واصدقائه، استطاع تأمين مبلغ من المال يكفي لفتح معمل خياطة صغير، سماه مصنع حور العين، في وسط مدينة عمان. بدئًا بثلاث ماكينات خياطة، كانت رؤية عصام ليست فقط انشاء مشروع ولكن ايضًا بالمساهمة في المجتمع بشكل عام من خلال توظيف ثلاث لاجئين سوريين.

في غضون فترة قصيرة، استطاع عصام جذب العديد من الزبائن وبناء علاقات جيدة مع التجار وهذا بسبب الجودة والسعر المناسبيين. في عام 2016، مع ارتفاع الطلب على منتجاته، اتخذ عصام قراراً بتوسعة اعمال مصنعه. نمت القوى العاملة لديه من ثلاثة عمال الى اثنا عشر عاملاً، ويطمح الى امكانية توظيف المرأة وتمكينها من خلال توفير مرونة في ساعات العمل للنساء السوريات اللاجئات.

من خلال الدعم التقني من سبارك بالشراكة مع معالمجموعة الدولية للتدريب وضمن برنامج التثقيف في مجال التدريب على المهارات وبتمويل البنك الاسلامي الدولي و مؤسسة عبدالعزيز الغرير، خضع عصام لتدريب شامل في مختلف المجلات وشارك في دورات محاسبة، التخطيط الاستراتيجي، والتتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتمويل.

مزودًا بهذه المعرفة الجديدة، قام عصام بتوسيع أعماله بشكل كبير. حاليًا، يوظف أكثر من 25 عاملًا لإدارة الآلات، بالإضافة إلى خمسة موظفين يعملون في الإدارة وستة أعضاء في الفريق العامل بالمعارض. بعد عقد من التفاني في شركته، وصل عدد الموظفين الإجمالي الآن إلى 35 موظفًا.

على عكس الاعتقاد الشائع بأن الأردن ليس بلدا صناعيا، يعتقد عصام أن قطاع التصنيع في الأردن قطاعاً واعدًا و يقول: “عندما بدأت رحلتي من الصفر في الأردن، أدركت بسرعة إمكانات البلد كمركز صناعي”. ويضيف: “في الأردن، يمكن للمرء الوصول بسهولة إلى المواد الخام، وهناك تنظيمات جيدة متبناة. بالإضافة إلى ذلك، توافر التيار الكهربائي غير المنقطع لمدة 24 ساعة في اليوم يسهم في توفير بيئة عمل مناسبة.” كما يشير إلى الأدوار الاساسية التي تلعبها غرفة الصناعة الأردنية وغرفة التجارة في تقديم الدعم الحيوي لأعماله.

 بعد مرور 10 سنوات من بدء مشروعه، وبعدما استفاد من العديد من الدروس وحصل على دعم تقني ثمين من خلال برنامج سبارك، يخطط عصام للتوسع خارج عمان وإنشاء مصانع في مناطق التنمية، مثل مدينة اربد.

مصنع حور العين لديه مهمة واضحة أن يصبح مصنعًا يوظف ما لا يقل عن 100 فرد، وأن تكون النساء يشكلن ما لا يقل عن 70% من القوة العاملة. وفي النهاية، الهدف النهائي لعصام هو تحويل المصنع إلى شركة موجهة للتصدير، يعرض بفخر إنتاجية الأردن على المسرح العالمي.