“لقد شعرت بالضياع نوعًا ما عندما تخرجت” – سد الفجوة في مجال المهارات

لا يُخفى على أحد وجود “فجوة في مجال المهارات” تمثّل تحديًا كبيرًا في الشرق الأوسط، ما يعني وجود فجوة بين المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل في الموظف المثالي، والمهارات التي يتعيّن على الباحثين عن عمل عمومًا تقديمها.
وفي استطلاع أُجري عام 2017، أشار ستون بالمئة من أصحاب العمل إلى أنهم يواجهون صعوبة في العثور على الأشخاص المناسبين للوظيفة بسبب وجود هذه الفجوة. ويلعب نظام التعليم دورًا كبيرًا في سدّ هذه الفجوة، حيث سيتطلب من الجامعات تعليم الطلاب المهارات التي يبحث عنها أصحاب العمل، وهو أمر أكثر صعوبة مما قد يبدو.
وتقول لافين صلاح، وهي طالبة سنة ثالثة في علوم الكمبيوتر في جامعة شارمو في إقليم كردستان العراق: “لا يجيد معظم زملائي في تخصص علوم الكمبيوتر اللغة الإنكليزية ولم يلمسوا أي جهاز كمبيوتر من قبل”. ففي العراق، عادةً ما يبدأ الطلاب دراستهم الجامعية من دون التمتّع بمعرفة مسبقة بتخصصهم، كما يتمتّعون بمعرفة قليلة باللغة الإنكليزية، على الرغم من اعتبار اللغة مهارة أساسية من قبل أصحاب العمل.
يمكن أن تكون فجوة المهارات في كثير من الأحيان، بالنسبة للاجئين الشباب والنازحين داخليًا في الشرق الأوسط، والذين هم بمعظمهم من سوريا، أكثر حدة بسبب انقطاع التعليم، كما هناك حظر على العمل في صناعات معيّنة في بعض البلدان المضيفة.

ويُعتبر ضمان توافق المناهج الدراسية بشكل جيد مع متطلبات سوق العمل تحديًا كبيرًا. وتعمل الدكتورة نور إنسيتهتاجي، وهي أستاذة جامعية ورئيسة مكتب الطلاب الدوليين في جامعة غازي عنتاب مع منظمة سبارك لدمج آلاف اللاجئين السوريين في نظام التعليم العالي التركي. وتوضح قائلةً: “إنّ تحديث المناهج الدراسية لإبقائها أو جعلها ذات صلة بمتطلبات سوق العمل أمر صعب، لأنّه عملية ديناميكية تشهد دائمًا تغييرات وتحديثات جديدة”.
وقد فاقمت جائحة كوفيد-19 هذا الأمر، ما تسبب في تحوّلات كبيرة في نظام التعليم في جميع أنحاء العالم. ويثير هذا السؤال الآتي: كيف يمكنك إعداد الطالب لسوق العمل الذي سينخرط فيه في غضون ثلاث أو أربع سنوات عندما تكون الأمور قد تغيّرت بشكل كبير؟ كما تؤكّد الدكتورة نور: “من المهم بالفعل أن تتعاون غرف التجارة والصناعة والمنظمات غير الحكومية والجامعات، وأن ترى معًا التحسينات التي يمكن إجراؤها لضمان الارتباط بسوق العمل، ولا يمكننا القيام بذلك بمفردنا كجامعة”.
يقول هيرو محمد: “لقد شعرت بالضياع نوعًا ما عندما تخرجت”
يعتقد هيرو محمد، وهو خريج حديث ورائد أعمال عراقي، أسس “شركة بوتان للبرمجيات” (Potan Software Company) “أنّه يجب أن نركّز على تقديم التدريب والدورات القصيرة للطلاب والتي يجري تصميمها بشكل تعاوني من قبل قطاع التعليم والقطاع الخاص. إذ يمكن أن تركّز على تحسين المهارات الشخصية للطلاب، ومهارات التواصل لديهم، وكيفية تحدّثهم أثناء مقابلات العمل، وكيفية تحسينهم لسيرهم الذاتية”.

كما يُعتبر التدريب العملي طريقةً أخرى لسد فجوة المهارات، حيث يمكن لخبرة العمل الحقيقية أن تساعد الشباب على اكتساب المعرفة والمهارات ذات الصلة، ما يحسّن بشكل كبير فرص العمل بعد التخرّج. ومع ذلك، يتطلّب الأمر بعض الإقناع الموجّه لكل من الجامعات والشركات وتقديم الدعم لخلق المزيد من فرص التدريب.
يقول هيرو محمد: “غالبًا ما تنظر الشركات إلى المتدربين على أنّهم عبئًا عليها، لأنّهم بحاجة إلى مزيد من التوجيه”. أمّا لافين فقد اتخذت مبادرتها الخاصة بما يتعلق بهذا الأمر، نظرًا لأن التدريب العملي ليس جزءًا معياريًا من برنامج الجامعة التي تدرس فيها، وتقول: “شعرت بالفعل بأنني كنت متأخرة وأحتاج إلى مساعدة وإلى شخص يرشدني. وتقدمت إلى فرصة تدريب من خلال موقع “لينكد إن” وكنت محظوظة بما يكفي للحصول على وظيفة. وتعلمت خلال ستة أشهر من التدريب أكثر مما تعلمت خلال كل فترة وجودي في الجامعة”.
شاهد حلقة النقاش الكاملة حول دور نظام التعليم في ربط الشباب بالوظائف مع الدكتورة نور إنسيتهتاجي، وهيرو محمد، ولافين صلاح، وحنين الخطيب، المديرة الإقليمية لمنظمة سبارك في الأردن، كجزء من سلسلة محادثات ’’مبادرة ريويرد‘‘ (RewirEd) التي ترعاها منظمة “دبي العطاء” (Dubai Cares).
أبرز ما تعلّمناه من الجلسة:
- تحسين المناهج الدراسية وربطها بشكل أفضل باحتياجات سوق العمل، ويجب على الجامعات العمل مع القطاع الخاص وغرف التجارة والمنظمات غير الحكومية ذات الصلة.
- إن المهارات الشخصية والرقمية، وإتقان اللغة الإنكليزية ضرورية. بصرف النظر عن توفير التدريب والتعليم في هذا الصدد، فإن توفير الوسائل (مثل الإنترنت الجيد، وجهاز كمبيوتر محمول، وما إلى ذلك) متطلب ضروري أيضًا.
- هناك طلب كبير على المهارات الفنية.
- تتطلب الفئات المتأثرة، مثل النساء واللاجئين، اهتمامًا خاصًا.
- التدريب العملي هو طريقة سريعة وفعالة لربط الطلاب بسوق العمل.
- إبراز النماذج القيادية التي يُحتذى بها، ومشاركة قصص نجاحهم، حيث يساعد ذلك في إلهام الشباب وتوجيههم.
- دعم وتدريب المعلّمين والأساتذة الجامعيين لأنهم غالبًا ما يكونون مُحبطين (على سبيل المثال بسبب الراتب المتدني) و/ أو أنهم يفتقرون إلى خبرة العمل ذات الصلة في المجال الذي يعلّمونه بأنفسهم.
- يُعد التوجيه الدراسي في المدرسة الثانوية والجامعة أمرًا ضروريًا لضمان اختيار الأطفال والطلاب البرنامج المناسب في الجامعة بشكل أفضل.
- عدم اضطرار الطلاب إلى حفظ المعلومات لاجتياز الاختبارات. ويجب التركيز على التدريس والمعرفة والمهارات ذات الصلة، وليس على العلامات.
أخبار ذات صلة
-
Event
8 Reasons why you should join the Maharat for Tourism E-Learning Hub
-
أخبار
مستقبل فلسطين المجهول: كيف تخطف الحرب قدرة الفلسطينيين على بناء القطاع التكنولوجي
قبل اندلاع العدوان الحالي على غزة، كان قطاع التكنولوجيا مزدهرا بالشركات الناشئة والعمل الحر رغما عن الظروف الصعبة التي تعيشها…
-
أخبار
أوقفوا الحرب، وأعيدوا الأمل: معًا، لنُعيد بناء غزة
لقد مرت سنة كاملة منذ أن تعرضت غزة، التي يقدر عدد سكانها بـ 2.23 مليون نسمة، لقصف متواصل. وقد قُتل…
-
غير مصنف
إشعال روح ريادة الأعمال: سبارك تفتتح أول حاضنة أعمال في البيضاء
-
أخبار
عام على كارثة الفيضانات في ليبيا
-
أخبار
برنامج المنح الدراسية للطلاب الدوليين المقيمين في تركيا
يسعد منظمة سبارك أن تقدم برنامج المنح الدراسية للطلاب الدوليين المقيمين في تركيا.
-
غير مصنف
Creating employment opportunities for Syrian refugees in Türkiye
-
أخبار
70 من شباب غزة يحصلون على فرص عمل جديدة في قطاع التكنولوجيا
إن للحصار الإسرائيلي على قطاع غزة لأكثر من 17 عامًا ضررًا اجتماعيًا واقتصاديًا وإنسانيًا كبيرًا، يصيب به حياة أكثر من…
-
أخبار
تمويل بقيمة 1.1 مليون يورو من صندوق ضمان القرض بالشراكة مع بنك البركة التركي للشركات الصغيرة والمتوسطة المتضررة من الزلزال في تركيا
أساس محور استجابة منظمة سبارك للتعافي بعد الزلزال هو إعادة بناء شركائنا في ريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية حيث إن عملهم…
-
اليوم الدولي للعمال: خلق فرص العمل يقوي المجتمعات
-
شمال افريقيا: هذا ما فاتك IGNITE
-
مسابقة نماء في نسختها الرابعة لدعم الابتكار وريادة الأعمال في تركيا
-
فن الجداريات في عمان يحتفي برواد الأعمال اصحاب التطلعات المستدامة.