غلق
غلق
غلق
ديسمبر 17, 2019

آية بارود، مهندسة معمارية

"وأنت في طريقك إلى المدرسة أو الجامعة، قد تشاهد جثة شخص ميّت! حقاً لا أفهم كيف قد يرغب أحدهم بمتابعة دراسته بعد أن يتعرّض لمثل هذه الصدمة!".

تبلغ آية من العمر 21 عاماً، وهي من مدينة حلب في سوريا. أجبرتها الحرب هناك على مغادرة منزلها وترك تعليمها وأحلامها بأن تصبح مهندسة معمارية. لم يكن بوسعها العودة إلى حياتها الاعتيادية التي كانت تعيشها من قبل.

اضطرّت آية إلى ترك الصف العاشر في المدرسة لأنه لم يبق هناك مدرّسون، فبدأت بتدريس نفسها في المنزل ونجحت في اجتياز الامتحان النهائي لتتمكن من متابعة درجة البكالوريوس في الهندسة المعمارية في جامعة حلب. لكن عام 2015، وبعد أن نزحت عائلتها ست مرات داخل سوريا، لم يكن أمام عائلتها سوى السفر والتوجه إلى مدينة “غازي عنتاب” في جنوب شرق تركيا نهاية العام.

استمعوا إلى قصة آية كاملة في هذه المدونة الصوتية:

 

آية تشارِك في فيلم جديد من إنتاج "سبارك": "خلق وظائف ثابتة في الأماكن الضعيفة"

تصف آية الانتقال من بلد لآخر كأنه انتقال من حرب إلى أخرى. فهي في البداية لم تكن تعرف أحداً في تركيا، ولم يكن باستطاعتها تحدث اللغة المحلية ولم تكن تعلم ما يجب عليها القيام به: “كان وقتاً مليئاً بالاكتئاب والبؤس والحزن”.

في نهاية ذلك العام، والذي كان مليئاً بالتحديات الجديدة في مكان جديد، حصلت “آية” على منحة دراسية من منظمة “سبـارك” لدراسة الهندسة المعمارية مرة أخرى. تقول: “كان يوماً رائعاً عندما تم قبولي في المنحة. فمعنى ذلك أنني سأواصل السير في طريقي الرئيسي لتحقيق هدفي مجدداً. لقد كنت الأكثر تميزاً بين أقراني في الفصل خلال العامين الماضيين”.

آية تشارك في فيلم جديد من إنتاج "سبارك": "خلق وظائف ثابتة في الأماكن الضعيفة"
آية تشارك في فيلم جديد من إنتاج "سبارك": "خلق وظائف ثابتة في الأماكن الضعيفة"
آية تشارك في فيلم جديد من إنتاج "سبارك": "خلق وظائف ثابتة في الأماكن الضعيفة"

والآن، وفي السنة الأخيرة من دراستها وفي يدها كوب قهوة، تبدأ “آية” يومها مبكراً. تبدو محاضراتها لدراسة مساق التصميم في جامعة “غازي عنتاب” أشبه بورش العمل، حيث يقوم الطلاب، وبتوجيه من المدرّسين، بالبحث والرسم وإنشاء النماذج الأولية لأفكار مشاريعهم الخاصة.

تُضيف آية: “هناك العديد من مجالات الهندسة المعمارية التي لا تزال مجهولة بالنسبة لي. أرغب بتعلّم وتجربة المزيد من الأشياء في المستقبل، لكن من حيث المبدأ، تعجبني التصاميم الإسلامية الممزوجة بالملامح والتصاميم الداخلية المعاصرة. عندما تجول في خاطري أفكار لتصاميم معمارية، غالباً ما أفكر بها طويلاً خلال الليل، بل وحتى في أحلامي”.

تصاميم لمشروع مجمّع سكني عملت آية على إتمامها
آية تشرح لزملائها رسوماتها المعمارية
تصاميم لمشروع مركز لكبار السن عملت آية على إتمامها
تصاميم لمشروع مركز لكبار السن عملت آية على إتمامها

تشاركنا آية ذكرياتها فتقول: “سُئلت ذات مرة ما إذا كنت أفضل العودة إلى سوريا بدلاً من البقاء هنا في تركيا، أو ما إذا كنت أرغب بالذهاب إلى أوروبا بدلاً من ذلك”.

“كان جوابي أنه أياً كانت الدولة التي أعيش فيها، فإنه يتوجّب عليّ القيام بشيء ذو أهمية”.

مع وجود الكثير من المباني والبنى التحتية المدمّرة أو المتداعية نتيجة الحرب الدائرة في سوريا، ترى آية أنّ مهاراتها ستكون ضرورية للمساهمة في إعادة بناء وطنها. تقول: “الهندسة المعمارية مجال واسع، وفي نهاية المطاف، هي بناء، بناء حضارة، وهو الشيء الرئيسي الذي يحتاجه وطني حالياً”.

تخطّط آية لمتابعة دراستها والحصول على درجتَي الماجستير والدكتوراه، وتأمل أن تتمكن، يوماً ما، من تأسيس شركتها الخاصة للهندسة المعمارية.