امرأة أفغانية تستأنف مسيرتها المهنية في هولندا
-
موقعكأوروبا الغربية
- برنامج
- برنامج KabCare
لنتعرف على موجغان، وهي امرأة أفغانية تبلغ من العمر 34 عامًا، كانت تعمل سابقًا موظفة في سفارة هولندا في كابول، أفغانستان.
عندما سيطرت حركة طالبان على البلاد في آب (أغسطس) الماضي، تم إجلاء موجغان إلى هولندا، حيث تستخدم اليوم مهاراتها لبدء مسيرة مهنية جديدة.
وكانت موجغان تخصص وقتها للتقدم في مسيرتها المهنية في سفارة هولندا في كابول في أفغانستان، عندما انقلبت حياتها رأسًا على عقب في غضون أيام. بدأت الشابة البالغة من العمر 34 عامًا مسيرتها كموظفة في القنصلية لتصبح بعد ذلك مساعدةً شخصيةً لسفير هولندا في أفغانستان. ومع ذلك، عندما سيطرت طالبان على البلاد في آب (أغسطس) 2021، أدركت موجغان أن كل شيء عملت من أجله أصبح الآن مهددًا بالخطر. اتخذت وزارة الخارجية الهولندية، أسوةً بالعديد من الحكومات الأخرى، قرارًا طارئًا بإجلاء بعض موظفي سفارتها المحليين الذين ربما كانت حياتهم معرضة للخطر على أيدي مقاتلي طالبان بسبب عملهم لصالح هولندا أو منظمات غير حكومية. وتساءلت موجغان قائلةً: «كيف يمكننا أن نمضي قدمًا هنا؟» ولذلك، ووسط الفوضى المميتة في مطار كابول، استقلت طائرة عسكرية متجهة إلى هولندا مع 36 فردًا من زملائها السابقين في السفارة وعائلاتهم.
الوصول إلى هولندا
بسبب الطبيعة الطارئة وغير المخطط لها لعملية الإجلاء، واجهت موجغان وغيرها من المواطنين الأفغان صعوبات كبيرة في الأشهر القليلة الأولى بعد وصولهم إلى هولندا. وعندما تقدموا بطلب للحصول على صفة اللجوء، تم إيواؤهم في مختلف مراكز الاحتجاز الموزعة في جميع أنحاء البلاد ليُصار إلى نقلهم بشكلٍ متكرر من مخيم إلى آخر. وإلى جانب اضطرارهم إلى مشاركة المرافق مع العديد من الأشخاص الآخرين، تمثلت صعوبة أخرى في غياب المرافق الجيدة التي يمكن استخدامها للدراسة أو العمل، إذ كانت الأماكن المريحة شبه معدومة. وتقول موجغان: «لم يكن أمامنا أي خيار سوى التحلي بالصبر للتعامل مع هذا الوضع.»
مساعدة اللاجئين الأفغان على إيجاد فرص عمل مناسبة
طلبت وزارة الخارجية الهولندية من منظمة «سبارك» مساعدة الموظفين الأفغان السابقين في السفارة على إيجاد وظائف جديدة في هولندا، نظرًا لخبرة المنظمة التي تمتد على أكثر من 28 عامًا في مجال التوفيق بين الشباب وأسواق العمل.
إطلاق برنامج KabCare. يوفر نموذج منظمة «سبارك» لتوظيف اللاجئين دورات مكثفة في اللغة الهولندية للاجئين الأفغان، ويقيّم مهاراتهم وقدراتهم، ويحلل قطاعات التوظيف الملائمة في هولندا، ويطابق المرشحين مع الوظائف الشاغرة المناسبة. وتقوم منظمة «سبارك» بتوجيه مجموعة الوافدين الأفغان الجدد لمساعدتهم على الاندماج في البلاد والعثور على فرص العمل، من خلال التعاون مع فريق Tempo-Team وشركة USG Restart، وهما من أكبر منظمات التدريب على الوظائف في هولندا وتوفران التدريب على المهارات والتدريب الفردي.
تميّزت موجغان بمهاراتها التنظيمية واللغوية التي برزت بسرعة، وعينتها منظمة «سبارك» في آذار (مارس) 2022 لدعم عمليات برنامج KabCare الجديد، بالإضافة إلى دعم العمليات داخل أفغانستان. وسرعان ما بدأت موجغان تستخدم المهارات التي تمتلكها في خدمة وظيفتها الجديدة. وبعد أن أمضت 10 سنوات في العمل في السفارة، تستفيد موجغان الآن من معرفتها بأفغانستان ومن شبكة معارفها هناك. وهي تمتلك فهمًا واسعًا للعلاقة التي تجمع بين أفغانستان وهولندا. وتقول: «إن الاتصال بالناس والتنسيق معهم من الأشياء الممتعة التي أقوم بها الآن والتي تمنحني طاقة إيجابية.» وعلى الرغم من اختلاف الوظائف، تستخدم موجغان مجموعة المهارات نفسها، ما يسهل عليها التكيف في بيئتها الجديدة.
آمالها في المستقبل
لم تثنِ هذه الظروف موجغان عن التطلع إلى المستقبل مفعمةً بالأمل. وشملت أهدافها الأولية عند وصولها إلى هولندا تعلّم اللغة الهولندية والحصول على عمل. وتقول: «لقد تمكنت من تحقيق هذين الأمرين بمساعدة منظمة سبارك.» وهي تعتبر أن هذين الأمرين يشكلان أساس مستقبلها، وأشارت: «كل شيء يعلو بناءً على الأساس الذي يقوم عليه. وإذا كانت القاعدة قوية بالكامل ومبنية بشكل صحيح، فيسهل اتخاذ الخطوات التي تؤدي إلى المستقبل.» والخطوة التالية في خطتها هي الحصول على رخصة قيادة لتسهيل حياتها اليومية.
وتضيف: «عندما يأتي اللاجئون إلى بلد جديد، يحتاجون إلى من يرشدهم. وأنا كنت بحاجة إلى مرشد، وكنت سعيدةً جدًا لوجود منظمة سبارك التي قدمت لنا المساعدة والتوجيه.» وتعتقد أن أيامًا مشرقة عديدة لا تزال في انتظارها بفضل التوجيه الذي حصلت عليه والوظيفة التي تستمتع بها وإتقانها للغة الهولندية.