غلق
غلق
غلق
أكتوبر 28, 2019

محمود جونسون، مؤسس "جاي بالم"

في كانون الأوّل/ ديسمبر من العام 2012، كان محمود جونسون في زيارة إلى ليبيريا خلال عطلة عيد الميلاد قادماً من الولايات المتحدة حيث كان يتابع دراسته للحصول على درجة البكالوريوس في الاقتصاد من كلية "دارتموث". أثناء زيارته، فسّرت له عمّته كيف أفلست شركتها التي كانت متخصصة في بيع زيت النخيل بالتجزئة.

عملت السيدة كوسيط بشرائها زيت النخيل من صغار المنتجين في المناطق الريفية وبيعه إلى تجار التجزئة في أسواق المُدن. وبسبب قصور في سلسلة القيمة، تزايدت صعوبة الاعتماد على مورّديها، وبسبب النقص الكبير في التوريد، أصبح العرض في شركتها غير منتظم. جاء إفلاس الشركة كنتيجة لاعتماد السيدة مادياً على المشروع، إلى جانب المشاكل المتعلقة بالتوريد.

كان محمود مدركاً بأن نخيل الزيت الأفريقي ينمو بشكل طبيعي بكميّات كبيرة في ليبيريا، وهذا ما جعله مهتماً أكثر بمعرفة أسباب القصور في سلسلة القيمة في شركة عمّته. أجرى محمود بحثاً أظهر أن نقص التكنولوجيا واستخدام أساليب تقليدية تعتمد على كثافة العمالة كانت الأسباب الرئيسية لانخفاض التوريد. ومن خلال جمعه بين معرفته الجديدة في ريادة الأعمال وبحثه حول زيت النخيل، أنشأ محمود شركة “جاي بالم” (J-Palm).

ويفسّر محمود قائلاً: “نحن من سنكون قادرين على وضع أُسس النمو والاستقرار طويلي الأمد”. تقوم “جي بالم” على مبدأ أن الأفراد من ذوي الدخل المنخفض يستحقون أن يتم التعامل معهم بنفس الاحترام الذي يتلقاه بقية أفراد المجتمع. من خلال عملية متكاملة رأسياً وخالية من النفايات، تنتج الشركة مجموعة من منتجات العناية بالبشرة والشعر مكوّنها الرئيسي هو زيت النخيل العضوي وبأسعار معقولة. إضافة إلى ذلك، تنتج الشركة حلول الطاقة النظيفة من لُب النخيل للحيلولة دون استخدام فحم الخشب، في محاولة للحد من إزالة الغابات الناتج عن إنتاج ذلك النوع من الفحم. 

يعيش 54% من سكان ليبيريا تحت خط الفقر، وكثير من هؤلاء يعيشون في المناطق الريفية. توفر “جاي بالم” وظائف يحتاجها السكان في ليبيريا بشدة، إضافة إلى زيادة دخل المزارعين من صغار المالكين. يطمح محمود إلى استخدام مشروعه كأداة لمعالجة المشاكل الاجتماعية في ليبيريا، وتركز “جاي بالم” على توفير وظائف للشباب والنساء من الريف، إضافة إلى زيادة فرص توفير الدخل لمزارعي زيت النخيل. بفضل “جاي بالم”، زاد دخل العديد من المزارعين بنسبة 200%!

عام 2014، أصبح محمود باحثاً في مركز برانسون لريادة الأعمال في جنوب أفريقيا. وفي العام التالي، شارك في مسابقة سبارك للبحوث (IGNITE). تم ترشيح اقتراحه لبحث “صدمات الدخل وطبقات التأمين العازلة خلال الأزمات الشديدة” ضمن المرشحين النهائيين لجودته وإمكانية تقديم توصيات يمكن تطبيقها. قدم محمود، والذي لم يستطع لسوء الحظ حضور المؤتمر، عرض فيديو لمقترحه، وفاز بمبلغ 5000 يورو لتطوير مشروعه بالتعاون مع كلية أمستردام للأعمال.

في العام التالي، عاد محمود إلى IGNITE لإلقاء كلمة رئيسية ومشاركة تجربته كرائد أعمال في ليبيريا.

تصّنف “جاي بالم” اليوم بين أفضل الشركات الصغيرة والمتوسطة في ليبيريا بأعلى قدرة للنمو وفق مركز الأعمال الناشئة في البلاد. قامت الشركة بتوسيع خط إنتاجها وبدأت بتصدير منتجاتها للعناية بالبشرة إلى الولايات المتحدة! توفر الشركة وظائف لأكثر من 80 شخصاً، بما في ذلك المزارعون والمنتجون ووكلاء المبيعات، وتطمح لأن تصبح أكبر شركة سلع استهلاكية في ليبيريا.