أحمد لافي، شريك مؤسس لشركة "ماجيك لينس"

عندما تتخرّج من إحدى الجامعات في قطاع غزة، فعادة ما يكون عليك الاختيار بين تخصصين اثنين: الهندسة أو الطب. فسنوياً، يتخرّج أكثر من 800 طالب من كليّات الهندسة الأربع في غزة، في وقت يحتاج فيه سوق العمل إلى حوالي 50 مهندساً. بالنسبة للشباب الخريجين أحمد ومحمد ويوسف، فقد كان الأمر مختلفاً تماماً. لامتلاكهم سنوات من الخبرة في مجال التصميم الغرافيكي والإنتاج الإعلامي، وفقط بدافع شغفهم الشديد وأملهم بأن يصلوا إلى غايتهم يوماً ما، قررت مجموعة الأصدقاء الثلاثة المخاطرة وتأسيس شركتهم الإعلامية الخاصة في غزة.
عندما تتخرّج من إحدى الجامعات في قطاع غزة، فعادة ما يكون عليك الاختيار بين تخصصين اثنين: الهندسة أو الطب. فسنوياً، يتخرّج أكثر من 800 طالب من كليّات الهندسة الأربع في غزة، في وقت يحتاج فيه سوق العمل إلى حوالي 50 مهندساً. بالنسبة للشباب الخريجين أحمد ومحمد ويوسف، فقد كان الأمر مختلفاً تماماً. لامتلاكهم سنوات من الخبرة في مجال التصميم الغرافيكي والإنتاج الإعلامي، وفقط بدافع شغفهم الشديد وأملهم بأن يصلوا إلى غايتهم يوماً ما، قررت مجموعة الأصدقاء الثلاثة المخاطرة وتأسيس شركتهم الإعلامية الخاصة في غزة.
أن تُصبح ريادي أعمال هو أمر يحمل الكثير من المخاطرة، ورغم أن 98% من السكان يتحوّلون إلى قطاع الأعمال هرباً من نسبة البطالة التي وصلت إلى 70%، إلا أن خيار تأسيس شركة إنتاج إعلامي ليس الخيار الأفضل عندما نتحدث عن تأسيس شركة رابحة. وفي حين أن ريادة الأعمال في بعض المجالات قد تمثل تحدياً، إلا أنها أكثر صعوبة وسط الصراعات السياسية. إن تأسيس مشروع خاص بك يتطلّب البدء برأس مال كبير، وهذا ما لم يكن بحوزة الشباب الثلاثة المولعين بالإعلام. ثابرت المجموعة رغم تلك الظروف واتحدوا في فريق تحت اسم “ماجيك لينس”، ثم شاركوا في مسابقة “سبارك” لأفضل خطط المشروعات الريادية (بالتعاون مع منظمات محلية ناشئة).
بينما كان مؤسسو “ماجيك لينس” منشغلين بمحاولة إطلاق الشركة، كانت منظمة “سبارك” قد أطلقت بالفعل برامجها الأولى لريادة الأعمال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وهي أول منطقة في الشرق الأوسط يتم تنفيذ تلك البرامج فيها. تم توجيه مشاريع تلك البرامج إلى الخريجين من الشباب ممن لم يكن لديهم مساحة لتحويل أحلامهم الخاصة إلى واقع وبناء مشاريعهم من الصفر. أما في الضفة الغربية، فقد شرعت “سبارك”، بالتعاون مع عدد من الجامعات، بالترويج والنشر حول فرص ريادة الأعمال التي تقدمها. وفي قطاع غزة، تم إطلاق مسابقة لأفضل خطط الأعمال بجائزة قدرها 2000 دولار، تلك المسابقة التي قرر فريق “ماجيك لينس” المشاركة فيها.
ووفقاً لحساباتهم، كانت شركتهم الناشئة بحاجة إلى عشرة أضعاف مبلغ جائزة المسابقة. لم يمنع ذلك أفراد الفريق من بذل الجهد ومحاولة الفوز بالجائزة. فكما يقول أحمد: “أن تنشأ في واحدة من أكثر المناطق صعوبة في العالم، فذلك سيعلّمك كيف تتعامل بحكمة حتى مع أصغر الفرص التي قد تسنح لك”. كبداية بمبلغ الألفي دولار، أع
“اليوم أو غداً، لا يمكنني تخيّل نفسي أي شيء آخر سوى ريادي أعمال”.
قال أحمد ذلك بثقة! وبالنظر إلى سرعة نمو “ماجيك لينس” وارتقائها إلى مكانة عالية بين شركات الإنتاج الإعلامي الشهيرة في الشرق الأوسط خلال بضع سنوات فقط، بات من الطبيعي أن تنتقل تلك الثقة لديه إلى من هم حوله. عندما سُئل عما يميّز شركة “ماجيك لينس”، تشارك أحمد وخالد في نفس الجواب: “ماجيك لينس” تعني الجودة وسرعة الإنجاز والمسؤولية والإبداع، بشكل يتجاوز ما يطمح إليه العديد من العملاء باختلافهم”.
طى الفريق الأولوية للاستثمار في الجزء الأكثر أهمية، وهو كاميرا ذات جودة عالية وبعض المعدّات، وبمجرد أن حصلت الشركة على بعض الإيرادات، تم استخدامها بالكامل لتوظيف المزيد من الخبرات وشراء المزيد من المعدات الاحترافية، حيث نمت الشركة لتصبح أكبر وأقوى.
جلب النمو الثابت والمتزايد للشركة موظفين من مختلف أنحاء الشرق الأوسط، وأقنع مؤسسيها بأن ريادة الأعمال هي أفضل مسار مهني يمكن انتهاجه.
لكن ربما كانت السمة الأكثر تميزاً هي كون شركة “ماجيك لينس” مثالاً يُحتذى به لأجيال الشباب من الخريجين الذين لديهم أحلام في بيئة مليئة بالنزاعات. يوضح أحمد ذلك في كلماته قائلاً: “بوجود التكنولوجيا والإنترنت، ليس هناك حدود لبناء شيء ما وتوفير إيرادات للأفراد وأسرهم. تفتقر منطقتنا للتعليم المطلوب، وتقع علينا مسؤولية توفير فرص تدريب وامكانيات تعلّم ومسارات مهنية وفرص عمل ودوافع وظيفية للشباب. عندها ستتحسن الظروف أكثر فأكثر، وستبدأ العوائق الصغيرة بالتبدّد لتفسح المجال لظهور مجتمع أفضل”.