رائد اعمال في المهجر، عامر قادري

أثناء عرض فكرته في Startup Roadshow-Wired، وهي مسابقة ناشئة تنظمها سبارك وجسور، استحوذ عامر قادري على الجمهور بطاقته الإيجابية وحماسته. رغم ان العرض كان عن بعد بسبب أزمة كورونا، لمس الجميع حماسه وأمله الكبير في المستقبل.

عامر هو مؤسس سوري لمشروع ناشئ. عند الانتهاء من درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال، تغير الوضع في سوريا بشكل جذري. عندما بدأت الحرب في سوريا، غادر البلاد إلى الأردن، ثم لبنان، ثم مصر ثم دبي، لكن لم يكن وضعه القانوني بأفضل حال، حيث لم يكن له حق العمل في البلاد المذكورة. في عام 2016، قرر استعادة السيطرة على حياته وشد الرحال الى إلى تركيا، حيث حصل بعد فترة وجيزة على وضع الحماية المؤقت.

“في المدرسة، ينصب كل التركيز على أن تكون موظفًا بدوام كامل، لم نتعلم يوما عن بدء مشروعنا الخاص لنصبح قادرين على خلق فرص عمل”. عامر قادري، مؤسس USTA OL 

اليوم، يدير عامر شركته الخاصة، USTA OL، وهي شركة ناشئة تقدم علب الوجبات الجاهزة في تركيا. تحتوي كل عبوة للطهي في المنزل على المكونات الدقيقة اللازمة لإعداد وجبات معينة وتأتي مع تعليمات مصورة. يوجد في تركيا أكثر من 10000 شركة مسجلة رسميًا يديرها سوريين، حيث يساهم كل رائد أعمال بشكل إيجابي في التماسك الاجتماعي والتنمية الاقتصادية في البلاد. لطالما كانت ريادة الأعمال وسيلة تخلق فرص عمل وتدر المزيد من الدخل للأفراد والوحدات العائلية.

التقدير الإجمالي لمساهمة السوريين في الاقتصاد التركي هو 27 مليار ليرة تركية (~ 3.8 مليار دولار)، 2٪ من الناتج المحلي الإجمالي التركي. منذ عام 2016، دعمت سبارك رواد الأعمال السوريين والأتراك من خلال دورات تدريبية مختلفة، وخدمات استشارية، ومشاريع إرشادية وبناء القدرات المؤسسية. 

 يقول عامر: “أكون أو لا أكون، كان هذا هو الوضع؛ لقد جازفت بكل شيء.” كانت المشاكل والتحديات دافعاً اساسياً لدى عامر لتأسيس USTA OL.

عامر هو أحد المشاركين في برنامج المرونة الاقتصادية خلال كوفيد-19، بتمويل من صندوق قطر للتنمية. شارك عامر في مسابقة سبارك وجسور للشركات الناشئة في عام 2020 وفاز بالمركز الأول في Startup Roadshow-Wired. كما استفاد عامر من مسابقة NAMA II الناشئة مع حاضنة أعمال Bina. بفضل هذا البرنامج، تلقت شركته الناشئة، USTA OL، التدريب والإرشاد وتم تقديمه للعديد من المستثمرين من خلال كلتا المسابقتين، كما تلقى تمويلًا أوليًا لتنمية فكرته.

رحلة صعبة ولكنها مشرقة

كانت رحلة عامر مليئة بالتحديات. يقول: “عندما وصلت إلى تركيا بعد الانتقال بين أربعة بلدان، قدمت العديد من طلبات التوظيف، لكن لسوء الحظ، لم أتمكن من الحصول على وظيفة”. “ثم ركزت أكثر على بدء عملي الخاص وكوني الشخص الذي يساعد الآخرين في العثور على وظائف لائقة.”

في بداية الرحلة، استطاع كسب بعض العملاء، وخاصة أصدقائه الذين يدرسون في نفس الجامعة، ولكن في نفس اللحظة، أدرك أيضًا أنه يجب عليه تطوير فكرته ومشروعه. وأضاف عامر: “ظهرت الفرصة بالتدريب من خلال مشروع المرونة الاقتصادية من خلال COVID-19 في الوقت المناسب بعد أشهر من البحث عن حاضنة عربية في تركيا”.

اليوم، عامر هو مؤسس USTA OL. قام بتوسيع أعماله من أنقرة إلى اسطنبول ولديه عشرة موظفين، وهذا العام سيخلق وظائف جديدة. بعد الدعم الذي تلقته الشركة، أصبح لدى USTA OL رؤية واضحة وخطة واضحة وفهم فعلي للسوق التركي ورؤية للمنافسين.

“انضممت إلى USTA OL لأنني أحببت الفكرة، وأرى مستقبلًا مشرقًا. عندما انضممت إلى الفريق، كنا ثلاثة فقط، لكننا الآن اصبحنا عشرة موظفين، ننمو بسرعة، وأنا أستمتع بكل خطوة نقوم بها، انه شعور لا يصدق عندما ترى الفريق ينمو” غالية صوان، مدير الابتكار في فنون الطهي.

المرونة الاقتصادية من خلال برنامج COVID-19

“يعاني العديد من رواد الأعمال في المهجر من مشاكل بما في ذلك الحواجز اللغوية ونقص السوق والمعرفة القانونية التي يجب التغلب عليها لضمان النجاح في السوق المحلية،” نبيل العربين، مدير العمليات، USTA OL.

يهدف برنامج المرونة الاقتصادية من خلال برنامج COVID-19 إلى معالجة بعض هذه الحواجز من خلال توفير التدريب والتمويل الأولي، بينما يتم تشبيك رواد الأعمال أيضًا مع الموجهين والمستثمرين والحاضنات والمسرعات حتى يتمكنوا من البدء وإكمال رحلتهم خلال دورة البرنامج اعتمادًا على احتياجاتهم الفردية.

خطط واضحة وآمال كبيرة

بفضل الدعم الفني المخصص، تمكنت USTA OL من الحصول على اتجاه استراتيجي واضح، ومن خلال الدعم المالي التي حصلت عليه الشركة الناشئة فالهدف اصبح هو التوسع محليًا وإقليميًا، مما سيسمح بتنمية أعمالها ورأس المال البشري. وبحسب عامر فإن “رحلة ريادة الأعمال تبدأ بصفر ولا تنتهي بمليار!”