غلق
غلق
غلق
مارس 3, 2023

“انها ليست مجرد منتجات, انها حكاية”

لارا شاهين، الناجية من سوريا ذهبت الى الاردن بعد ازمة ٢٠١٢. هناك عانت لارا كي تجد عمل ملائم مما دفعها الى إطلاق مشروعها الخاص، الذي بدوره قام بتوفير فرص عمل ل ١٥ ناجية اخرى خلال ٥ سنوات.

قبل١٠ سنوات ، كانت لارا تعيش في دمشق، سوريا و لكن خوفها على عائلتها  جعلها تترك وظيفتها و تذهب الى الاردن.  مع ذلك الرحيل اضطرت لارا بقلب ثقيل ان تترك  خططها و احلامها خلفها. كما تروي لارا.

 “في سوريا كنت اعمل كمحاسبة من اجل الرفاهية و المتعة، لكن كل ذلك تغير عندما ذهبت للاردن حيث كان الحصول على وظيفة شيء اساسي للبقاء على قيد الحياة..”

منذ لحظة وصولها, اكتشفت لارا صعوبة العمل في الاردن. حيث  تحتصر الاعمال التي يمكن على الاجانب القيام بها الى وظائف معينة تحددها وزارة العمل الاردنية. و تعتبر المحاسبة احدى الوظائف الممنوعة للاجئين السورين، مما دفع لارا للبحث عن سبل اخرى للعمل. في بداية فترة مكوثها في الاردن, تطوعت لارا للعمل لدى الكثير من المنظمات التي تدعم اللاجئين و حينها تعرفت على الكثير من العوائل و النساء اللاجئين من مختلف مناطق سوريا و قامت ببناء علاقات قوية معهن. 

خلال هذه الفترة, ايقنت لارا ان معضم النساء يتقن حرفة واحدة على الاقل، مثل العناية بالبشرة باستخدام المواد الطبيعية لصناعة الصابون، الخياطة،  أو صناعة المنسوجات باستخدام الصوف. “يمتلكن النساء السوريات موهبة الصياغة و عادة ما يقمن بذلك لعوائلهن و اولادهن”  تقول لارا.

بداية جديدة، حياة جديدة، افكار جديدة، و روح لا تقهر.

من هنا بدأت تتشكل فكرة في رأس لارا: لماذا لا تبدأ بشراكة عمل مع هؤلاء النساء الموهوبات, بحيث يقومن باستخدام مهارتهن و تقوم هي بالمساهمة برأس مالها المتواضع و خبرتها في المحاسبة و الادارة؟  هنا كانت بداية مشروع “الياسمين.” 

“ياسمين بالنسبة لي هي الوطن, حيث تعرف دمشق ببلاد الياسمين. وبناءً على هذا المعتقد فأننا نقوم دائما بابتكار الطرق لدعم و تطوير هذا المشروع بناءً على ما تعلمناه سابقا في بلدنا.” 

بدأ مشروع ياسمين بخمس نساء قمن باستغلال قدرتهن على  صنع الصابون و مواد العناية بالبشرة و الدمى. و لكن, لم تكن البداية سهلة ابدا حيث كان الفريق قادرا على التصنيع فقط دون القدرة على التسويق و البيع و التعامل مع السوق.

“تخطينا العديد من العقبات منذ اليوم الاول، مثل التغيريات التقنية و الحضارية, و راودتنا الكثير من الشكوك؛ كيف نقوم بالعمل؟ كيف نقوم ببيع المنتجات؟ و كيف نتعامل مع الزبائن؟ بالإضافة الى التغيرات الحضارية التي تتحدى عمل المرأة في مكان مناسب خارج المنزل،” اضافت لارا. 

اشتركت لارا ببنامج سبارك, الوظائف والآفاق المستقبلية,  المدعوم من قبل وزارة الشؤون الخارجية الهولندية، الذي دعم المشروع بالتدريب التقني وبناء المهارات. من خلال هذا البرنامج, اكتسبت الشركة المهارات الملائمة لافتتاح تجارة الكترونية للمشروع مما سمح للنساء اللاجئات العمل من المنزل. و بذلك حلت مشكلة العقبات الحضارية و توسع فريق العمل الى ٣٠ امرأة! 

بالإضافة الى ذلك, حصل “ياسمين” على تدريب مالي, مما اتاح المجال للارا لتنظيم ورش عمل خاصة بالنساء, تقوم بتدريبهن على  تصنيع الصابون، الخياطة، التطريز و الزخرفة. تطورت هذه الورشات تدريجياً لتقوم بتدريب النساء  لتحويل المواد الخام الى مواد  مستدامة مما ادى الى انضمام المشروع ب “airbnb experiences “ في الاردن الذي يتيح للسياح بالإشتراك في حلقات تدريب صناعة الصابون.

ناجيات ياسمين

بالرغم من نجاح مشروعها, لم تنسي لارا نساء بلدها قط, اي “ياسمينات” سوريا. ففي سنة ٢٠٢٠, اثناء جائحة كوفيد-١٩, اسست لارا حملة ناجيات ياسمين التي تهدف النساء  اللاتي تعرضن للعنف الجسدي، اللفظي، المادي، السياسي، و غيرها من الاعتداءات. 

“لقد شنينا الحملة في الاردن و قمنا باللقاء مع مختلف النساء اللاتي تعرضن لمختلف انواع الاعتداء، لذا اجرينا ورشة عمل استمرت لثلات اشهر للنساء المستضعفات. بسبب كوفيد-١٩ اجبرنا على ان نقيم ورشة العمل عبر جلسات الانترنت. استطعنا من خلال هذه الورشات ان ننشئ مكان تقوم به النساء بلنشر حكاياتهن و بيع منتجاتهن اللاتي تعلمن كيفية صناعتهن في ياسمين..”

حققت الحملة نجاح كبير و اصبح حلم لارا حقيقة. قررت ان تطمح عالياً و نظمت هذه الحملة في سوريا, حيث دربت ٣٠ امرأة لإفتتاح محلات افتراضية تمكهن من بيع منتجاتهن. اختتمت لارا روايتها بقول” انها ليست مجرد منتجات, انها حكاية.”