بعد فترة وجيزة من تفشي كوفيد -١٩ في عام ٢٠٢٠, تم إغلاق مؤسسات التعليم العالي في جميع أنحاء العالم وتحول الاهتمام بسرعة إلى كيفية تقديم تعليم فعّال عبر الإنترنت. كان الإنتقال نحو التعلم عبر الإنترنت سريعا وغير مسبوق في العديد من الأماكن, مما أدى إلى تقديم خدمات تعليمية أقل من مثالية. حتى قبل الوباء, كانت سبارك تستخدم التعلّم المختلط بحيث يكون لدى المجتمعات الضعيفة, مثل اللاجئين, المزيد من الخيارات للوصول إلى التعليم العالي.

ببساطة, التعلم المدمج هو أسلوب تعليمي يستخدم كلاً من التدريس داخل الصفوف والتعلم عبر الإنترنت. يمكن للطلاب الحصول على الدروس وجهًا لوجه, مع إمكانية الوصول إلى مواد الدورة التدريبية عبر الإنترنت مثل مقاطع الفيديو والتقارير والمنتديات والاختبارات القصيرة والاختبارات المتوافقة مع أنماط التعليم المختلفة.

يواجه العديد من الشباب الذين تدعمهم سبارك حواجز أمام تعليمهم. يساعد التعلّم المختلط بشكل خاص الطلاّب الذين ليس لديهم القدرة على المشاركة الجسدية في التعليم العالي لأنهم إمّا يعيشون بعيدا عن الجامعات أو لا يشعرون بالراحة في التنقل أو يفتقرون إلى الموارد المالية للذهاب.

غالبًا ما يعبّر الطلاّب أيضًا عن الحاجة إلى العمل لمساعدة أسرهم ماليًا. من خلال التعلّم المدمج, يمكن للشباب متابعة التعليم العالي أثناء عملهم من خلال مشاهدة التسجيلات في الأوقات التي تناسبهم, شرط أن يكون لديهم اتصال موثوق بالإنترنت.

إن ضمان وصول طلاب الجامعات إلى الفرص التي يوفرها التعلّم المدمج أثناء الوباء والاستفادة منها هو أحد مكونات المشروع الذي تنفّذه سبارك بدعم مالي من الاتحاد الأوروبي, والذي يزيد من النجاح الأكاديمي الكفاءة المهنية للطلاب السوريين والأتراك من خلال المنح الدراسية, رفع القدرات ودعم ريادة الأعمال.

يلخص تقريرنا الأخير التعلّم المدمج في تركيا في جامعة غازي عنتاب, التي تستضيف حوالي 2,460 طالبًا سوريًا. يوضح التقرير كيف قمنا بتحسين مهارات موظّفي الجامعة وعملنا مع الطلاب وكيف قمنا بتقييم فعالية أساليب التعلّم المدمج للطلاب.

تطوير مهارات الأساتذة 

بدأت سبارك بتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس في جامعة غازي عنتاب حول كيفية استخدام أساليب التعلّم عبر الإنترنت بشكل فعال, مع التركيز على مشاركة الطلاب. قدّم المدربون للمعلمين الأدوات اللازمة لاستخدام أنظمة إدارة التعلّم ومنصات الفصول الافتراضية. ساعدت هذه الأدوات المحاضرين في إدارة وتتبع وتوثيق وتقديم الصفوف على مدار فصلين دراسيين. رصدت سبارك فعالية هذه الطريقة الجديدة عبر تسع دورات مختلفة عبر الإنترنت. 

تفاعل الطلاب مع الأدوات عبر الإنترنت

أظهر تقييم سبارك أن الطلاب يتفاعلون بشكل كبير مع هذه الأدوات المقدمة. استخدم جميع الطلاب البالغ عددهم ٧٧٩ طالبًا تقريبًا نظام إدارة التعلّم للمشاركة في الدورات التدريبية عبر الإنترنت. في معظم الدورات, وصل عدد الطلاب المشاركين في الأدوات عبر الإنترنت إلى أكثر من ٩٠٪. هذا يدل على أن البنية التحتية عبر الإنترنت المستخدمة في التعلّم المدمج كانت من السهل الوصول إليها من قبل الطلاب الذين شملهم الاستطلاع.

يتأمّل الطلاب في تجاربهم الإيجابية باستخدام أدوات التعلم عبر الإنترنت. وقد استخدم حاتم, وهو مبتدئ يدرس الهندسة البصرية والصوتية, أدوات التعلّم عبر الإنترنت في دورة البصريات. وفقًا لما قاله حاتم, ” أدوات الإنترنت بسيطة للغاية ويسهل التفاعل معها” .لقد استخدم النظام لإعادة مشاهدة الدورات التدريبية عبر الإنترنت ويستشير إلى المواد التي تم تحميلها على أنها ملفات PDF. “شاهدت الدروس. كررت الدورة قبل الامتحانات. لقد ساعدني هذا في تعلّم الدورات بشكل أفضل “,يقول حاتم.

“أعتقد أن الصفوف الدراسية عبر الإنترنت أفضل. لا أحد يحب إضاعة الوقت. تعتبر المواصلات إلى الجامعة وقتًا ضائعًا, وكذلك الوقت الذي تقضيه بين الصفوف. أحيانًا أنتظر لمدة ساعتين. الدراسة عبر الإنترنت لا تضيع الوقت بين الحصص. إنه يوفر وقتك. أدرس أكثر مع هذا الوقت الإضافي” , يوضح حاتم.

تأثير التعلّم عبر الإنترنت المختلفة

يتكون التعلّم المدمج من عدة أنواع من الأنشطة التي يمكن للطلاب التفاعل معها. هناك الدورات عبر الإنترنت, حيث يقدّم المحاضر الدورة مباشرة (ومسجلة) عبر ملف فيديو. ثم هناك محتوى إعداد الدورة التدريبية التي تمكّن الطلاب من الرجوع إليها قبل الفصول الدراسية. وأخيرًا, هناك محتوى ما بعد الفصل لمساعدة الطلاب على تعزيز تعلّمهم.

وجدت سبارك أن الطلاب لم يحضروا أو يشاهدوا تسجيلات المحاضرات عبر الإنترنت فحسب, بل استخدموا أيضًا محتوى ما قبل الصف وبعده. استخدم الطلاب محتوى التحضير للدورة بنسبة ٢٦٪ واستخدام محتوى ما بعد الحصة بنسبة ٢٧٪. أظهرت نتائج الدراسة أن المشاركة الفعّالة في جميع مجالات التعلم المدمج قد ساعدت الطلاب في الحصول على درجات أعلى, كما يبين من أصحاب أعلى الدرجات الحاصلين على مستويات عالية من الوصول إلى أدوات التعلّم عبر الإنترنت.

الواجبات والامتحانات عبر الإنترنت

بينما استخدم الطلاب الواجبات المنزلية ومواد الامتحان أكثر من غيرها, ظل تواتر استخدام مواد الدورة التدريبية التفاعلية ومقاطع الفيديو بمعدل ثابت. هذا يدل على أن الطلاب لم يلجأوا إلى استخدام هذه المواد إلا قبل الامتحانات. قام الطلاب بتخصيص عملية التعلّم الخاصة بهم بشكل فعال لتناسب أساليب التعلم والجداول الزمنية الخاصة بهم.

نُشر هذا التقرير بالشراكة مع جامعة غازي عنتاب وبدعم مالي من الاتحاد الأوروبي.