تقع تركيا في بؤرة أكثر المناطق تقلبًا في العالم ، وبالتالي فهي معرضة لمجموعة متنوعة من الصدمات الخارجية، حيث تتأثر البلاد من الصراعات الإقليمية و  تقلب أسعار السلع. بالأضافة الي ذلك, فأن موقعها يجعلها  تستضيف أكبر عدد من اللاجئين في العالم. كل هذه العوامل تزيد من تحديات النمو الاقتصادي وخلق الوظائف في تركيا

 وفقًا للأرقام الحكومية، فإن 95% من من أرباب العمل في تركيا غير قادرين على العثور على المواهب المناسبة لأعمالهم بسبب التعارض المتزايد بين التعليم التقليدي واحتياجات سوق العمل. ولقد تفاقمت هذه المشكلة في تركيا خلال الجائحة العالمية. 

قد ترسم هذه الأرقام صورة سلبية عن الاقتصاد في تركيا, لكن لكل مشكلة حل. فإن الاقتصاد الرقمي في تركيا يتمتع بالقدرة على أن يكون محركًا قويًا للنمو الاقتصادي وخلق فرص العمل. يمكن لتركيا الاستفادة من بنيتها التحتية الرقمية من خلال تطوير مهارات الشباب في الاقتصاد الرقمي لكي يكون هناك تناسق بينهم و بين مانحي العمل. 

من خلال برنامج “الصمود الاقتصادي خلال جائحة كوفيد-19″ وبتمويل من صندوق قطر للتنمية, قامت سبارك بالتعاون مع Re:Coded, وهي منظمة غير ربحية تمكّن القادة التكنولوجيين من الحصول على المهارات الرقمية,  لتطوير برنامج تدريب مكثف لتطوير تطبيقات الويب. يسعى البرنامج إلى سد الفجوة بين احتياجات الصناعة الرقمية في تركيا والشباب الباحثين عن عمل، من ضمنهم النساء واللاجئين.

يؤكد بن ميلر، رئيس شؤون الطلاب في re:coded، على أن استثمار معسكرات تدريب البرمجة للشباب واللاجئين هو استثمار في مستقبل الاقتصاد والمجتمع التركي. حيث تهدف هذه البرامج إلى تعزيز مهارات الشباب اللازمة والمتعلقة بالسوق لبناء مستقبل مهني مستدام في تطوير البرمجيات، وذلك بهدف مكافحة البطالة ودعم نمو الاقتصاد الرقمي.

وقال بن ميلر: “عن طريق التدريب المكثف والخبرة العملية، تزود هذه البرامج الشباب بالمهارات والمعرفة اللازمة للنجاح في صناعة التكنولوجيا المتسارعة والمتطورة باستمرار.” 

انطلق معسكر التدريب في 8 سبتمبر 2022، وتم توفير رحلة تعليمية مكونة من ثلاث خطوات تبدأ بالأساسيات في تطوير الويب، مثل JavaScript و React، وتنتهي بتطوير مشاريع محترفة فريدة من نوعها للطلاب. وطوال هذه الفترة، عمل الطلاب في فرق وتعاونوا مع مطوري الويب والمدربين ذوي الخبرة لتطوير حلول واقعية.  بعد انتهاء البرنامج،في شهر فبراير، تم عقد حفل تخرّج لجميع الطلاب حيث قاموا بعرض مشاريع الكابستون الخاصة بهم.

ولكن الرحلة لم تنتهي هناك. 

أحمد الحريري، أحد المشاركين في البرنامج، قال “طموحي بعد انتهاء المعسكر هو العثور على وظيفة كمطور واجهة أمامية أولاً حتى أتمكن من كسب المزيد من الخبرة والاستمرار في التعلم لأصبح مطورًا و  ربما أكثر.”

تحاول Re:coded من تلبية طموح طلابها, مثل أحمد, حتى بعد تخرجهم. فأن 75٪ من الخريجين مؤهلين للحصول على خدمات مساعدة مهنية لمدة 6 أشهر بعد التخرج، بما في ذلك تسهيل التوظيف. وخلال هذه الفترة، سيتلقى الطلاب المساعدة من المدربين المهنيين وسيتمكنون من الوصول إلى شبكة re:coded للشركاء التقنيين في القطاع الخاص، مثل جيتير وأتلاسيان وشبكة سمارت آب وأكينون تك. ومن المتوقع أن يساعد هذا على تعزيز فرص توظيف الخريجين، وقد نجح هذا الأمر سابقًا لطلاب re:coded الذين انتقلوا للعمل في العديد من الشركات الرائدة أو  قاموا بإطلاق أعمالهم الخاصة.

“كان الانضمام الى re:coded نقطة تحول في حياتي. قبل ان أنضم, لم أتمكن من كتابة حتى سطر من التعليمات البرمجية. الأن أنا أعمل كمطور, و أقود فريقا مكون من ٥ أفراد في مشروع يضم ما يقارب مليون مستخدم.” قال  أحمد, أحد خريجي البرنامج.