غلق
غلق
غلق
أبريل 22, 2020

كيف نستثمر 450 ألف يورو في التعليم عالي الجودة عبر الإنترنت

إنّ حوالي نصف سكّان تركيا البالغ عددهم 83 مليون نسمة هم تحت سن الثلاثين. وقبل أن يضرب وباء كوفيد-19 البلاد، كان الكثير من الشباب يدرسون في الجامعات الـ180 المنتشرة في تركيا، أو يعملون أو يديرون مشروعاتهم الريادية الخاصة. ولأنّ تركيا هي إحدى أكثر الدول تأثراً بفيروس كورونا، تعمل منظمة “سبارك” بجدّ وسرعة لتعزيز الخدمات التي يتم توفيرها للفئة الضعيفة من الشباب ليتمكنوا من الاستمرار في بناء مسيراتهم المهنية.

خلال الشهر الماضي، وحتى قبل إصدار أمر الإغلاق في البلاد، شرع مجلس التعليم العالي التركي (YÖK) في مشروع طموح لتوفير التعليم عبر الإنترنت للطلاب في مختلف أنحاء تركيا. وفي الوقت عينه، كنّا نعمل على تحديد الاحتياجات والظروف الخاصة لأكثر من 1000 لاجئ سوري وشاب تركي من الفئة الضعيفة ممن تتكّفل “سبارك” حالياً بتقديم الدعم لهم في تركيا، والذين يواجهون تحدّيات كبيرة في الوصول إلى التعليم حتى في أحسن الظروف الاعتيادية.

خلال فترة الإغلاق بسبب وباء كوفيد-19، استفسرنا من الطلّاب عن نوع الدعم الذي يحتاجونه بشدة في تركيا، وعن طبيعة الوصول إلى الإنترنت والأجهزة التي كانوا يستخدمونها، وكذلك أين يجب على “سبارك” العمل لسد الفجوات. أظهرت نتائج استطلاع شامل أنّ حوالي 80 بالمئة من الشباب لم يكن لديهم أي خبرة حول التعلّم عبر الإنترنت، بينما طلب 44 بالمئة المزيد من الدعم الأكاديمي خلال فترة وباء فيروس كورونا. مقارنةً بالدول الأخرى في الشرق الأوسط، يستطيع الطلّاب في تركيا الوصول إلى إنترنت منتظم وأفضل بكثير (81 بالمئة) وكذلك استخدام الأجهزة التي تدعم الإنترنت (يمتلك 74 بالمئة من الطلاب هواتف ذكية). لذلك، فإن الظروف في تركيا مُهيأة لتعزيز التعلّم عبر الإنترنت.

ظافر، طالب في جامعة "هاتاي مصطفى كمال" في جنوب شرق تركيا، يشرح كيف تتأثر دراسته بفيروس كورونا (حقوق الصورة: © 2020، سبارك).

رغم ذلك، هناك عائقان رئيسيان أمام تقديم تعليم عالي الجودة عبر الإنترنت. الأوّل هو أن معظم الأساتذة والمحاضرين الجامعيين ليسوا معتادين على أدوات التعلّم عبر الإنترنت، ولا يمتلك شركاء “سبارك” في التعليم العالي دائماً البنية التحتية اللازمة لتقديم الدورات التعليمية عبر الإنترنت.

لذلك، تطرح “سبارك” تدريباً (افتراضياً) لأساتذة الجامعات حول كيفية تحقيق أقصى استفادة من أدوات التعلّم عبر الإنترنت وأدوات ومواد التعلّم المختلطة. والأهم هو أنّ التدريب يركّز على تعزيز مساهمة الطالب ومشاركته الفاعلة في ظروف العمل من المنزل. استطاعت أولى تلك الجلسات مؤخراً جمع 57 أستاذاً جامعياً من جامعة “غازي عنتاب” وجامعة “حرّان”. بعض أساتذة الجامعة، ومن ضمنهم أكاديميون سوريون، لا يتحدثون اللغة التركية بطلاقة، لذلك، تم تطوير برامج تدريب منفصّلة للمتحدثين باللغة التركية ولغير المتحدثين بها.

أولى الجلسات حول التعلّم عن بُعد (حقوق الصورة: © 2020، سبارك).

بالإضافة إلى بناء المهارات، نعمل حالياً على استثمار مبلغ 400 ألف يورو في تحسين المرافق الرقمية لشركائنا في مجال التعليم. بالتنسيق مع الاتحاد الأوروبي، وهو أحد الجهات الرئيسية المساهمة في التعليم العالي في تركيا، اتخذنا إجراءات سريعة لشراء المعدّات والبرامج، بما في ذلك أجهزة الكمبيوتر والخوادم ومنصات التعلّم عن بُعد، لجامعاتنا الخمس الشريكة. إضافة إلى ذلك، سنتبرّع قريباً للفئة الضعيفة من الطلّاب– من الأسر ذات الدخل المنخفض وذوي الاحتياجات الخاصة- بأجهزة كمبيوتر محمولة وأجهزة لوحية تبلغ قيمتها حوالي 50 ألف يورو– ليكون لديهم أفضل فرصة للنجاح خلال فترة وباء فيروس كورونا.

سواء بإرادتنا أو خارج إرادتنا، فإنّ فيروس كورونا يدفع كافة القطاعات تقريباً إلى التكيّف والتحوّل إلى الأساليب الرقمية وإيجاد طرق جديدة للعمل. ولا يشكّل قطاع التعليم استثناءً ويمكن أن يكون للحلول التي نعمل باتجاهها تأثير مُكمّل وبعيد المدى على طريقة حصول اللاجئين على التعليم في المستقبل.

أخبار ذات صلة