تقديم الدعم للشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة يساهم في خلق مئات الآلاف من الوظائف المباشرة وغير المباشرة. ومع ذلك، يفتقر العديد من الخريجين الشباب ذوي الطموحات الريادية إلى المهارات والمعرفة ليصبحوا روّاد أعمال ناجحين. تبدأ معالجة هذه المشكلة بالتعليم العالي. يعاني كلا من الأردن وتركيا من مستويات عالية من البطالة بين الشباب ولكن في الوقت ذاته تتميز هذه البلدان في المستويات عالية من ريادة الأعمال حيث يضع مؤشر ريادة الأعمال العالمي الأردن في المرتبة 49 من حيث ريادة الأعمال على مستوى العالم، بينما تحتل تركيا المرتبة 37. ومن هذا المنطلق تعمل SPARK مع مؤسسات التعليم العالي لتطوير مناهج التعليم الجامعي لدعم وتعزيز مفهوم ريادة الأعمال.

على الرغم من المعدلات المرتفعة لريادة الأعمال واعتماد غالبية الناتج المحلي الإجمالي في كلا البلدين على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم (SMEs)، واجه كل من الأردن وتركيا مشاكل ضخمة مع بطالة الشباب في السنوات الأخيرة. مشكلة يمكن معالجتها من خلال إعداد الشباب بشكل أفضل لشغل وظائف في مجال ريادة الأعمال.

منهج ريادة الأعمال والتحضير لسوق العامل ضمن المنهاج الجامعي

في هذا السياق، يدعم برنامج SPARK، المرونة الاقتصادية من خلال COVID-19 الممول من صندوق قطر للتنمية، تطوير العقليات والكفاءات الريادية بين المعلمين والطلاب على حدٍ سواء. من خلال العمل عن كثب مع أساتذة الجامعات والطلاب وروّادالأعمال والهيئات الحكومية والقطاع الخاص، تقوم سبارك وشركاؤها بتطوير مناهج ريادة الأعمال التي تتوافق مع احتياجات أسواق العمل.

طريقة عمل شاملة وعلى مستوى إقليمي

حتى الآن، عملت سبارك مع 12 جامعة، من القطاعين الحكومي والخاص، في تركيا والأردن لتقييم وتحسين مناهج ريادة الأعمال المعروضة للطلاب. إلى جانب شركائنا، أجرت سبارك تقييمات للاحتياجات الفنية للمناهج ذات الصلة بالجامعة لتقييم المناهج الدراسية التي تقدم أفضل الفرص للتوظيف بعد التخرج.في كلا البلدين، وجد أن المهارات التي يتم تدريسها في الجامعات غالبًا ما تتطابق مع المهارات المباشرة المطلوبة في سوق العمل. من خلال العمل مع القطاع الخاص وأصحاب المصلحة الآخرين لتصميم المناهج، يكتسب الخريجون المهارات ذات الصلة بالسوق ويصبحون مرشحين أقوى لفرص العمل.

تقول الدكتورة لينا أبو الهيجاء، رئيسة قسم الهندسة الصناعية في الجامعة الألمانية الأردنية: “إن القوى العاملة الأردنية حريصة على امتلاك الأدوات التي من شأنها أن تدعمهم [رواد الأعمال] لتزدهر في الاقتصاد”.

تعمل سبارك حاليًا مع أربع جامعات في الأردن (الجامعة الألمانية الأردنية، وجامعة آل البيت، وجامعة الزرقاء، وجامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية) وجامعتين في تركيا (جامعة كهرمانماراس سوتشو الإمام وجامعة غازي عنتاب)، التي التزمت بالعمل على تطوير مناهج ريادة الأعمال وتعزيزها.

الآن، بدأت سبارك وشركاؤها في إجراء مجموعات نقاش مركزة مع رواد الأعمال الحاصلين على شهادات جامعية. ستساهم مساهماتهم وآرائهم فيما يتعلق بمحتوى وأساليب تدريس دورات ريادة الأعمال في تصميم مناهج جديدة. ورش عمل جارية في كلا البلدين يشارك فيها أساتذة من مؤسسات التعليم العالي لمناقشة الأبعاد الأكثر أهمية في تطوير منهج دراسي فعال وحديث. الهدف هو تطوير عقليات ريادة الأعمال بين الطلاب.

علق معن زيد المحيسن، مؤسس موزاييك، على ورشة العمل الأخيرة في الأردن: “لقد كانت مناقشة مثمرة للغاية وتتطابق مع الأهداف المرسومة. ساعدت هذه المناقشة الجماعية على ربط رواد الأعمال والأساتذة، وتمكن كلاهما من تحديد قيود واحتياجات المناهج المستخدمة حاليًا وكيفية تطويرها “. 

على مدى الأشهر الـ 14 المقبلة، ستضمن ورش العمل التدريبية للمعلمين تقديم المناهج الجديدة وتكاملها بشكل جيد. في وقت لاحق، سيتم تقديم دورات تجريبية لـ 200 طالب في تركيا ومؤسسات التعليم العالي الست في الأردن، مع استمرار التسجيلات الجديدة بعد المرحلة التجريبية.