غلق
غلق
غلق
نوفمبر 4, 2020

رقمنة نظام التعليم في العراق

لأول مرة على الإطلاق، أجرت الجامعات العراقية هذا العام امتحانات عبر الإنترنت. يركز التعليم العالي في العراق عادةً على الكتب المدرسية والسبورات بدلاً من تقنيات التعليم الديناميكية أو المختلطة. وفي الحقيقة، حتى وقتٍ قريب لم يتم الاعتراف بالامتحانات عبر الإنترنت أو منحها المصداقية ولم تبذل سوى القليل من الجهود و لم تقدم التمويلات لتجديد هذه الممارسات المتعَبة.

وفي عام 2014، عانت جامعة الموصل من دمار مادي واسع النطاق خلال الهجمات التي قام بها تنظيم الدولة الإسلامية حيث تم تدمير ما يقارب 80% من مباني الكلية، ومعداتها وبنيتها التحتية بشكلٍ جزئي أو كلي. وأدى حرق المكتبة المركزية إلى فقدان أكثر من مليون وثيقة إلى الأبد. وعلى هذا النحو، واجهت الجامعة تحديات ضخمة في إعادة إحياء مركزها التعليمي المرموق.

تدمير تنظيم الدولية الإسلامية لجامعة الموصل– الصورة مقدمة من جامعة الموصل
تدمير تنظيم الدولية الإسلامية لجامعة الموصل– الصورة مقدمة من جامعة الموصل
تدمير تنظيم الدولية الإسلامية لجامعة الموصل– الصورة مقدمة من جامعة الموصل

ومع ذلك، أدت جائحة كوفيد-19 إلى زيادة الانفتاح على التغيير والرقمنة بين المؤسسات التقليدية بشكلٍ عالٍ. وبناءً على طلب شركاء سبارك الجامعيين في العراق، تمت إضافة التعليم عبر الإنترنت إلى برنامج وظائف ومنظومات جديدة، الذي تم تمويله من قبل وزارة الخارجية الهولندية لبناء قدرات الجامعات العراقية من خلالهم تحولهم الرقمي.

إن الانقطاعات المنتظمة للتيار الكهربائي والوصول الموثوق إلى الإنترنت أو المقدم بأسعار معقولة يمثل التحديات المواجَهَة في كل أنحاء العراق وخاصة في الموصل. ولقد أنشأ أساتذة جامعة الموصل صندوقاً لمساعدة الطلاب في شراء حزم البيانات مما زاد معدلات حضور المحاضرات الجديدة عبر الإنترنت أكثر من 70 بالمئة، وهي نسبة يمكن مقارنتها بمعدل حضور المحاضرات شخصياً (يصل ل 75 بالمئة)

ولمساعدة انتقال الجامعات إلى العالم الرقمي، قامت سبارك بإنشاء سلسلة من الجلسات عبر الإنترنت جمعت عدداً من الجامعات العراقية مع خبراء التعليم الدولي لتبادل خبرات التعليم عبر الإنترنت. وانضم أكثر من 300 معلّم من 10 جامعات من جميع أنحاء العراق، بما في ذلك جامعة الموصل وجامعة بغداد وجامعة أربيل للفنون التطبيقية، لمعرفة المزيد عن العملية.

المعلمون من 10 جامعات من جميع أنحاء العراق ينضمون إلى جلسة زووم.

ترأس البروفيسور جوخان سلاهتار أوغلو، مدير مركز التعليم عن بعد بجامعة ميدبول في إسطنبول، جلسة تتعلق بأفضل الممارسات للامتحانات عبر الإنترنت. قال فيها: “في الظروف العادية، يستغرق إعداد المعلمين والطلاب أسابيعاً أو شهور أو حتى سنوات في بعض الأحيان، ولكن الفضل يعود للجائحة حيث أنها شكلت دافعاً جيداً جداً للقيام بذلك خلال أسبوع واحد!” ولقد قدّم مشاركة يقول فيها: “يقول بعض المعلمين أنهم لا يؤمنون بالتعليم عن بعد أو بالاختبار عن بعد، إلا أن كل هؤلاء الذين كانوا ضد هذا النوع من الأشياء يقومون بفعل هذا [الآن].

عندما قامت جامعة الموصل بإغلاق امتحاناتها عبر الإنترنت لأول مرة خلال الصيف، قالت الدكتورة رواء قاشا، الأستاذة في جامعة الموصل ومديرة الشؤون الخارجية: “من أكثر الأشياء فائدة تبادل النصائح والخبرات. حيث كنا قادرين على إسقاط هذا ضمن سياقنا، [على سبيل المثال]، في طريقة تصميم الأسئلة للامتحانات عبر الإنترنت وفي اختلافها عن النوع التقليدي للأسئلة”.

أمي تريدني أن أصبح مهندساً” 

بالرغم من التقدُّم السريع المحرز مع بناء القدرات الرقمية للمؤسسات، يمكن القول بأن المقاومة الأكثر تحدياً للإصلاح في التعليم العالي تأتي من الشباب أنفسهم.

تعني الضغوط المجتمعية لدراسة الموضوعات المرموقة تقليدياً مثل الهندسة أو الطب أن الموضوعات المهنية يتم تجاهلها أو النظر إليها بازدراء إلى حدٍ كبير على الرغم من وجود الدليل على أن تلك المؤهلات من موضوعات مثل التسويق وتطوير مواقع الإنترنت من المحتمل أن ينتج عنها ربح وظائف بعد التخرج.

قالت سراب، وهي طالبة هندسة ميكانيكية كردية: “لقد كان أحد أحلامي أن أصبح مهندسة، وأن يطلق عليَّ لقب مهندسة. وفي كردستان، من المحتمل أن يكون المهندس أو الطبيب مهمان جداً وأنهم [المجتمع] جميعهم يريدونك أن تصبح أحد الاثنين. ولكن المشكلة الأكبر في كردستان هي الوظائف وإيجاد العمل. فالمستقبل ليس بساطع”.

وبشكلٍ مشابه، يحتاج الخريجون الشباب إلى فرص عادلة لكسب خبرة تعتمد على عمل بدون اتصالات وإن العراق يفتقر ثقافة التدريب. 

تدريبات رقمية 

من خلال استجابة سبارك لكوفيد19 من أجل الشركات الصغيرة والمتوسطة في العراق، تتوفر حزمة دعم للشركات الرقمية المتأثرة بالأزمة. وتتكون الحزمة من منح مالية صغيرة، وتدريب وتمرين، بالإضافة إلى مكون التدريب الرقمي المبتكر. وسيتم تزويد الشباب الأكراد والسوريين والعراقيين العاطلين عن العمل بفترة تدريب على الإنترنت من المنزل لمدة ستة أشهر، حيث أنهم سيدعمون الشركات التي تنمو باحتياجاتهم الرقمية.

 

يمكّن البرنامج المفيد للطرفين الشركات والشركات الناشئة من توسيع نطاق رقمنتها خلال فترة كوفيد-19. كما يسمح للشباب باكتساب خبرة عملية ومهارات رقمية خلال فترة ارتفاع معدلات البطالة بشكلٍ غير معقول.

وبرغم المصاعب العديدة القاسية التي تواجه أجيال الشباب في مسيرتهم التعليمية نحو التوظيف، فإن قطاع التعليم العالي يسير الآن نحو التحول الرقمي. ولقد أصبح النظام التعليمي التقليدي متمحوراً بشكل أكثر حول الطالب. وفي الوقت ذاته يمكن للخريجين الذين ليس لديهم خبرة عملية أن يقوموا بتعزيز مهاراتهم الرقمية على الرغم من الجائحة العالمية.

أخبار ذات صلة