غلق
غلق
غلق
يونيو 24, 2022

الاحتفاء بالتنوع بين الطلاب الحاصلين على منح دراسية في العراق

تعرّف على خمسة طلاب من الشباب الحاصلين على منح دراسية في العراق والذين يموّل تعليمهم العالي صندوق «مدد» الأوروبي. يتسم العراق بالتنوع الديني والعرقي واللغوي. وعلى الرغم من خلفيات الطلاب الفردية المميزة، يتشاركون كلهم الهدف نفسه وهو التعلّم.

يتسم سكان العراق بالتنوع. ولطالما اشتهرت البلاد بهوياتها الدينية والعرقية واللغوية الغنية والفريدة. وساهمت الصراعات في العقود الأخيرة في تزايد الهجرة داخل المنطقة وإليها.

هذا وتدفع العديد من العوامل الشباب إلى الهجرة، بما في ذلك العوامل الاقتصادية، والاضطهاد الديني، والصراع، والمناخ. تتوفر المنح الدراسية للتعليم العالي، التي تقدمها منظمة «سبارك» (SPARK) بتمويل من صندوق «مدد» الأوروبي، لأي شابة أو شاب في العراق يأتي من فئات مجتمعية معرضة للخطر. يمكن أن يشمل ذلك اللاجئين، والنازحين داخليًا، والنساء، أو أولئك الذين يعانون من الفقر.

 

ولا يوفر برنامج المنح الدراسية الدعم المالي للطلاب فحسب، بل يعمل أيضًا مع مراكز التوظيف بالجامعات لتحسين مستوى الخدمات وتوسيع الروابط بين التعليم العالي واحتياجات سوق العمل المحلية. منحت منظمة «سبارك» والاتحاد الأوروبي حتى الآن 697 منحة دراسية لطلاب من جميع أنحاء العراق.

 

في هذا المقال، يصف خمسة طلاب من خلفيات متنوعة رحلتهم للوصول إلى التعليم العالي في العراق بفضل منح دراسية من منظمة «سبارك» يمولها الصندوق الائتماني الإقليمي للاتحاد الأوروبي استجابة للأزمة السورية (صندوق «مدد»).

.

 

غولشادا، طالبة في القانون في جامعة الموصل:

غولشادا، طالبة في القانون في جامعة الموصل

«إن المرأة اليزيدية قوية.»

غولشادا قاسم هي طالبة يزيدية من سنجار في العراق تبلغ من العمر 22 عامًا. فرت هي وعائلتها المكونة من تسعة أفراد من سنجار في عام 2014 بسبب هجوم داعش على المنطقة. تم إيواؤهم في مخيم للنازحين اليزيديين بالقرب من دهوك يضم حاليًا 25000 نازح يزيدي. تقول غولشادا: «عندما نزحنا، كنت في الرابعة عشر من عمري وكنت في السنة الأخيرة من المدرسة الإعدادية. فاتني عام دراسي لأنني تمكنت من إجراء امتحان وزاري واحد ليس إلا ذلك العام، وبعد ذلك هربنا.»

 

بعد أن أنهت غولشادا مرحلة المدرسة الثانوية في مخيم النازحين داخليًا، قُبِل طلبها للالتحاق بكلية الحقوق في جامعة الموصل وحصلت على منحة دراسية كاملة تمولها منظمة «سبارك» والاتحاد الأوروبي. وتضيف: «أود أن أشكر منظمة سبارك على هذه الفرصة القيمة التي منحتني إياها. لقد عززت الدورات التي قدموها لنا معرفتنا ومهاراتنا بشكل كبير في العديد من المجالات.»

.

وتتمتع غولشادا دائمًا بدعم عائلتها عندما يتعلق الأمر بدراستها على الرغم من ظروفهم الصعبة. وتتابع قائلةً: «نحن عائلة كبيرة ونعيش في خيمتين من النايلون. عندما يقترب موعد امتحاناتنا، تمنحني عائلتي خيمة لأدرس فيها.»

وتقول: «لطالما كان لدي شغف كبير بدراسة القانون، وبالنظر لأنني فتاة يزيدية، سيعطيني ذلك فرصة للنضال من أجل قضيتنا في المستقبل، وجعل أصواتنا مسموعة. النساء اليزيديات قويات، وإنهن يناضلن رغم كل الصعاب!»:

كمال، طالب في العلوم المالية في الجامعة التقنية الشمالية في الموصل

كمال، طالب في العلوم المالية في الجامعة التقنية الشمالية في الموصل

«هذه المنحة أنقذت مستقبلي.»

ينحدر كمال نايف دليمي من عائلة مكونة من عشرة أفراد، وهو طالب من محافظة نينوى في العراق يبلغ من العمر 23 عامًا. وإذ نشأ في أسرة كبيرة يعيلها دخل والده ليس إلا، واجه الكثير من الصعوبات. نتيجة لذلك، كافح جدًا ليتمكن من مواصلة تعليمه.

ويقول كمال: «بدون المنحة، لا أعتقد أنني كنت سأتمكن من الالتحاق بالجامعة والدراسة فيها.» التحق بالجامعة عام 2020، وهو حاليًا طالب في السنة الثانية في تخصص العلوم المالية وسيتخرج قريبًا. ويتابع قائلًا: «إنني من أسرة فقيرة جدًا … يمكنني أن أقول إن هذه المنحة أنقذت مستقبلي.» يواجه الشباب العراقي اليوم العديد من التحديات بعد التخرج.

ويضيف كمال: «لا تملك الحكومة أي فرص عمل متبقية، وإننا نضع كل آمالنا لذلك في القطاع الخاص. وإذا بذلنا قصارى جهدنا، وعملنا على تحسين مهاراتنا الشخصية والتقنية، فسيكون بمقدورنا جميعًا العثور على وظائف أو بناء أعمالنا التجارية الخاصة.» ويقول: «رسالتي إلى الشباب في العراق هي أنه لا ينبغي أن يخافوا من المستقبل أو ما ينتظرهم، بل أن يفعلوا كل شيء بشغف. وستتحقق كل أحلامنا بفضل الأمل والصبر والعمل الجاد.»

زيرين، طالبة في قسم التسويق في معهد ئارارات في دهوك:

زيرين، طالبة في قسم التسويق في معهد ئارارات في دهوك

«أبذل قصارى جهدك!»

تبلغ زرين عبد القادر من العمر 24 سنة، وهي طالبة سورية لاجئة من القامشلي، في سوريا. فرت هي وزوجها إلى دهوك في عام 2019 على أمل إنهاء دراستها. وتقول زيرين: «كنت طالبة في قسم الحقوق في سوريا، لكن لم أستطع إنهاء دراستي هناك بسبب الظروف الصعبة.» حاولت الالتحاق بالجامعة لكن لم يتم قبولها بسبب وضعها كلاجئة.
وتضيف: «بالنسبة لنا كسوريين، ليس من السهل الدراسة هنا. ويجب أن يكون ذلك من خلال المنح الدراسية فقط. لذلك عندما ذكر لي أصدقائي منظمة سبارك، تحمست حقًا وقدمت طلبًا على الفور.»

حصلت زيرين على منحة دراسية من منظمة «سبارك»، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، في عام 2020، وهي الآن طالبة في السنة الثانية في قسم التسويق في معهد ئارارات في دهوك في العراق. ولقد أصبحت واحدة من أفضل الطلاب في قسمها. وعندما سُئلت عن سر نجاحها، قالت: «لا شيء مستحيل بمجرد أن تصمم على فعله والحصول عليه. وعندما تبدأ بأي شيء، سواء كان مدرسة أو وظيفة أو عملًا تجاريًا، ما عليكَ إلا أن تبذل قصارى جهدك!» تأمل زيرين في تأسيس شركتها الخاصة ذات يوم.

وتقول: «بفضل المعرفة التي اكتسبتها من خلال دراسة التسويق، والمهارات التي طورتها عبر التدريب الذي قدمته لي منظمة سبارك، آمل أن يكون لدي يومًا ما الموارد الكافية لتأسيس شركتي الخاصة.»

حسام، طالب في مجال التمريض في الجامعة التقنية الشمالية في الموصل:

 

حسام، طالب في مجال التمريض في الجامعة التقنية الشمالية في الموصل

«أقول للشباب إن الوقت قد حان للعمل على تطوير أنفسهم.»

حسام أحمد هو في الأصل من الموصل لكنه انتقل مع عائلته إلى أربيل بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة. واعتاد حسام أن يدفع 10000 دينار عراقي يوميًا للتنقل من أربيل إلى الموصل قبل حصوله على المنحة. وهو يبلغ الآن من العمر 23 عامًا، ويدرس التمريض في الجامعة التقنية الشمالية في الموصل بفضل منحة دراسية مقدمة من منظمة «سبارك» والاتحاد الأوروبي. إنه شخص يعتمد على نفسه ويعمل جاهدًا ويكسب رزقه. ساعدته المنحة في تخصيص مزيد من الوقت لإكمال دراسته.

ويقول حسام: «بالإضافة إلى الدعم المالي الذي تقدمه لنا منظمة سبارك، فهي تقدم لنا أيضًا دورات وورش عمل مفيدة تجعلنا أكثر دراية بالقطاع الخاص. وسيساعدنا التدريب على المهارات الشخصية، ودورات اللغة الإنجليزية، والإعلام على دخول القطاع الخاص في المستقبل، أو على تأسيس أعمالنا التجارية الخاصة.» ويتابع قائلًا: «بعد التخرج، أود حقًا الحصول على وظيفة والعمل كممرض. لكن لطالما كان لدي شغف بتأسيس شركتي الخاصة يومًا ما. لهذا السبب أنا أبحث دائمًا عن التدريب وورش العمل لتحسين مهاراتي في هذا المجال.»

ويضيف: «أقول للشباب بأن الوقت قد حان للعمل على تطوير أنفسهم وقدراتهم. وقد لا تتاح لهم الفرصة أو القدرة على القيام بذلك في المستقبل، لذلك من الأفضل أن يبدأوا الآن!»

والي، طالب في اللغة الإنجليزية في معهد نوبل، في أربيل:

والي، طالب في اللغة الإنجليزية في معهد نوبل، في أربيل

«أريد أن أنجح.»

ولد والي في أربيل في إقليم كردستان العراق، ولطالما كان شغفه كرة القدم والتعلّم. إلا أن ضعف النظام التعليمي وعدم كفاية الموارد المالية وتدني علاماته، أدت كلها إلى ظهور عقبات متعددة في طريقه. ويقول: «لم أكن قادرًا على الدراسة في أي جامعة أو معهد نظرًا لمتوسط العلامات التي حصلت عليها، لذلك بدأت العمل بدلاً من ذلك.

بدأت بتولي الوظائف ذات الحد الأدنى من الأجور مثل تنظيف المطاعم والمخابز وما إلى ذلك. وفي بعض الأيام، كنت أحصل على ساعتين إلى ثلاث ساعات فقط من النوم. وشعرت أن سنوات دراستي التي تبلغ 12 عامًا ستذهب كلها سدى.» لطالما أراد والي دراسة اللغة الإنجليزية، لكنه لم يستطع الالتحاق بجامعة حكومية بسبب علاماته المتدنية. وتابع قائلًا: «ذات يوم رأيت منشورًا على فيسبوك لمنظمة تدعى سبارك تروج للمنح الدراسية للاجئين وطلاب المجتمع المضيف الذين هم عرضة للمخاطر، وتقدمت بطلب على الفور. لقد كنت محظوظًا، إذ تم قبولي على الفور!»

يدرس والي حاليًا اللغة الإنجليزية في معهد نوبل. ويتمثل حلمه الأكبر في أن يحصل في نهاية المطاف على درجة الماجستير كي يتمكن من الحصول على وظيفة مناسبة في المجال الذي يحبه. ويقول أخيرًا: «أريد أن أتطور، وأن أصبح فردًا ناجحًا في مجتمعي.»

أخبار ذات صلة