5 أمور تعلّمناها خلال 25 عاماً
- الحصول على منحة دراسية لا يعني بالضرورة الحصول على وظيفة
بدأت منظمة “سبارك” بتأمين المنح الدراسية لـ50 طالباً سورياً فقط يقيمون في مدينة “غازي عنتاب”، وهي مدينة في جنوب شرقي تركيا على الحدود مع سوريا. وعلى مدار خمس سنوات، عملنا على توسيع نطاق وصولنا لنصبح أكبر منظمة تقدّم المنح الدراسية للاجئين السوريين في الشرق الأوسط.
من خلال إنشائنا لشراكات مع المئات من معاهد التعليم العالي والمهني والحكومات والمنظمات المحلية وكذلك الجهات المانحة من كل مكان، فإننا بذلك نقدّم منحاً دراسية مفصّلة لاحتياجات السوق المحلي.
ومع ذلك، تعلّمنا خلال هذه المسيرة أنه حتى بالحصول على الشهادة لا يمكن ضمان الحصول على وظيفة. لهذا، فإننا نحرص على أن يحصل الطلاب على أفضل فرصة للحصول على توظيف مستدام بعد التخرّج من خلال تأمين دورات حول القيادة المدنية اللامنهجية ودورات حول التمكين الاقتصادي وخدمات طلابية تتضمّن الإرشاد النفسي الاجتماعي، إضافة إلى برامج تدريبية حول ريادة الأعمال وجلب التمويل للشركات الناشئة لمن يرغب بإنشاء مشروعات ريادية.
في ما يلي تجربة طالبة الهندسة المعمارية آية بارود كطالبة وكيف تأمل بإعادة بناء وطنها سوريا مستخدمةً مهاراتها.
2. التدريب الداخلي يحتاج إلى الثقة
يمكن لمنح التدريب الداخلي أن تفتح آفاقاً للحصول على وظائف مستقرة للشباب الذين لا يتمتّعون بالكثير من الفرص. بدأت “سبارك” الترويج لمنح التدريب الداخلي للشباب في الصومال. في البداية، كان من الصعب بناء الثقة مع الشركات الخاصة، لكن ساعد هذا على تحقيق التعاون مع منظمة شريكة محلية تتسم بالقوة والقدرة على الوصول إلى أصحاب المشروعات الريادية والمسؤولين في الدولة. عام 2017، عملنا مع وزارة التعليم والتعليم العالي في الصومال لمساعدتها في تضمين التدريب الداخلي ليكون جزءاً من السياسة الوطنية لعام 2017. حالياً، يتعيّن على كل طالب جامعي إتمام فترة تدريب داخلي أو تدريب عملي كجزء من دراسته.
والآن، تُوائم برامج التدريب الداخلي في الأردن ودول الشرق الأوسط الأخرى بين الشباب ووظائف في شركات كبرى، مثل ماكدونالدز ومؤسسة نهر الأردن وغرفة الصناعة في عمّان ومصنع “ميران” للشوكولاته.
أراد الشاب حازم المصري، وهو طالب تحاليل طبية سوري الجنسية، اكتساب المزيد من الخبرة في أحد المختبرات. وبتنسيق من “سبارك”، تدرّب الشاب في مختبر “ناراتك” واكتسب مهارات جديدة قيّمة. لم يكن يتوقع حازم أن يحصل على وظيفة بعد التدريب لأنه سمع أنه لا يُسمح للسوريين في الأردن بالعمل في قطاعات محددة. غير أنّ المشرف على حازم قد لاحظ موهبته، وكشف أنه يمكن للمختبرات الخاصة تعيين موظفين أجانب، فعرض على حازم وظيفة ثابتة.
3. يجب النظر إلى المزارعين على أنّهم رجال أعمال
عادةً، لا تنظر التعاونيات الزراعية إلى نفسها على أنها مشروعات ريادية رسمية، لكن، وإن تمت إدارتها بشكل جيد، قد تصبح جهّات فاعلة رئيسية في نمو الاقتصاد في البلدان الهشة أو الخارجة من صراعات. في رواندا، تركّز “سبارك” على سلسلة قيمة واحدة وهي البطاطا الإيرلندية، بهدف زيادة الاحترافية في زراعتها وتنمية محصولها ومدخولها من خلال تزويد التعاونيات الزراعية بتدريب متخصص في إدارة الأفراد والإدارة المالية.
كانت المهمّة الأكثر صعوبة تغيير عقلية أعضاء تلك التعاونيات– فكان على المجموعات التطوعية القائمة على التضامن أن تصبح هيئات موجّهة للربح والقيام بعمليات فعّالة وموحّدة. حتى بعد أن أنتجت التعاونيات فائضاً من المحاصيل للسوق، غالباً ما عانت لتحقيق التحوّل نحو إدارة وتخطيط وتحديد واستكشاف لفرص السوق بشكل أفضل.
ومع ذلك، شهدت “أباسيرو كاناسوكو”، وهي تعاونية زراعة لزراعة البطاطا الإيرلندية في رواندا، زيادة في الانتساب بنسبة 24% في غضون شهر واحد من استلامها دعماً تعاونياً من “سبارك”. وتقول برناردين رئيسة التعاونية: “ننظر الآن إلى العضوية وكأنها الأصول الرأسمالية لهذه التعاونية، ويمكنها أن تؤدي إلى استدامة في الاستثمار. وبجهودنا، بالشراكة مع “سبارك” والسلطات المحلية، ليس لدينا أدنى شك بأن عدد الأعضاء سيستمر في الزيادة!”.
4. إذا فشلت الشركات الناشئة، نستثمر في المشروعات الريادية القائمة
هناك تسع من أصل عشر شركات ناشئة تنتهي بالفشل: إنّها أرقام مؤلمة كما أنّها أكبر من ذلك في المناطق الهشة والمتأثرة بالصراعات. وبالرغم من استمرار دعم “سبارك” لروّاد الأعمال الشباب لتحويل أفكارهم إلى مشروعات ريادية جديدة على أرض الواقع، إلا أن المنظمة دائماً ما ركزت على دعم نمو الشركات الصغيرة والمتوسطة لأنّها تحمل فرصاً أكبر لزيادة فرص العمل المحلية.
وفي الدول الهشة، تواجه الشركات الصغيرة والمتوسطة عقبات محددة، مثل محدودية الوصول إلى الأسواق والسياسات البيروقراطية والقيود القانونية. تعمل “سبارك” على معالجة تلك القضايا من خلال إنشاء مراكز دعم المشروعات الريادية وتقديم التدريب للشركات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى توفير الوصول إلى التمويل.
تمتلك الشقيقتان الأردنيتان ريم وتمارا مصنع “ريمارا للتعبئة والتغليف”، وهو مصنع تعبئة وتغليف بلاستيكي ينتج أدوات مائدة يمكن التخلّص منها، ويسيطر المصنع على أكثر من 40% من حصة السوق المحلي. أدركت الأختان أنه وللبقاء على تماشٍ مع السوق، كان عليهما تحسين أعمالهما، لذلك، انضمتا إلى برامج “سبارك” لتنمية الشركات الصغيرة والمتوسطة. وعلى مدار ستة أشهر، تم تدريبهما على مهارات مرتبطة باحتياجاتهن وأصبحتا أكثر تنظيماً في ما يتعلق بالإدارة المالية، وزادت مبيعاتهما السنوية لتصل إلى 300 ألف دينار أردني.
5. على المنظمات غير حكومية تغيير ميزان القوى
“تكمن قوّة “سبارك” في قدرتها على العمل عن كثب مع المستفيدين من خلال التواصل معهم بشكل مباشر ووضعهم في صميم برامجها”.
حمودة أحمد المعروف، رئيس إحدى المنظمات المحلية الشريكة لـ”سبارك” في اليمن.
حرصت “سبارك” منذ البداية على بناء علاقات قوية وأفقية مع المنظمات المحلية الشريكة والملتزمة، لأنّ مقاربة تحقيق التنمية من الأعلى إلى الأسفل دون إشراك الأصوات المحلية، قد يقوّض من يريدون إعادة بناء مستقبلهم الخاص.
لدى إنشأنا أولى الجامعات الصيفية الدولية في البلقان، عملنا في “سبارك” مع مؤسسات ومعاهد التعليم العالي المحلية، إحداها– كلية الأعمال الدولية ميتروفيتشا- أصبحت مستقلة تماماً ومكتفية ذاتياً عام 2018، منهيةً تدخّل “سبارك”. في فلسطين، أصبحت الحاضنات والمجموعات المحلية الأصلية، والتي ساعدت في تأسيس برامجنا الريادية الأولى، كيانات رائدة في السوق، متجاوزة الخدمات التي قدّمتها لها “سبارك”.
وللاحتفال بالذكرى السنوية الخامسة والعشرين لتأسيس “سبارك”، قمنا بتطوير ستة كُتيّبات توضح وبالتفصيل كيف نقوم في “سبارك” بتنفيذ برامجنا لخلق المزيد من الوظائف الجيدة في المناطق الهشة والمتأثرة بالصراعات. يمكنك عرض وتنزيل هذه الكُتيّبات.