5 دورات قصيرة تحوّل شباباً سوريين إلى اختصاصيين زراعيين
قبل بداية الصراع، كان القطاع الزراعي يمثّل 18 % من الناتج المحلي الإجمالي في سوريا، وذلك بحسب منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة. لكن منذ العام 2015، بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي داخل سوريا إلى 8.7 مليون شخص. بالنسبة إلى أولئك اللاجئين المقيمين في الدول المحيطة بسوريا، فإن القدرة على تأمين ما يكفي من الغذاء لإطعام الأسرة هو أيضاً مصدر قلق لكثير من الناس.
بوجود 3.3 مليون لاجئ سوري مسجّلين لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR)، أصبحت تركيا أكبر دولة مستضيفة للاجئين السوريين في المنطقة. ويأتي معظم السوريين تحت الحماية المؤقتة (SuTP) في تركيا من خلفيّات ريفية، وقد اعتادوا على كسب رزقهم من الزراعة وتربية الحيوانات. وبالمثل، فإن منطقة جنوب وشرقي تركيا هي غنيّة بالتربة الخصبة، لذلك هناك وِفرة في فرص العمل في قطاعَي الزراعة والثروة الحيوانية.
اختصاصيون زراعيون في المستقبل
بغرض سد الفجوة بين الشركات الزراعية التي تحتاج إلى موظفين ذوي مهارة والشباب السوري الذي يحتاج إلى فرص عمل، أطلقت “سبارك” وجامعة “حرّان” في مدينة “شانلي أورفا” دورات قصيرة في علم الزراعة. في “شانلي أورفا” وحدها، وصل عدد الذين حصلوا على الحماية المؤقتة (SuTP) إلى 22% من سكان المدينة بأكملها. لذلك، تستهدف تلك الدورات، التي تمتدّ من شهرَين إلى 9 أشهر، الشباب السوري بعمر 18-24 سنة. وحتى يومنا هذا، تم دعم 860 طالباً سورياً ليصبحوا اختصاصيين زراعيين مؤهلين بشكل كامل.
تجعل الدورات، والتي أطلقتها منظمة “الفاخورة” ومنظمة “كويست” وصندوق قطر للتنمية (QFFD)، الطلاب في المستوى المطلوب في ما يتعلق بالاطلاع على أحدث التقنيات والتكنولوجيا في إنتاج الألبان والدفيئات وتربية الدجاج وإنتاج الفطر واستنساخ البذور المحلية. تلقّى الطلاب تدريباً نظرياً في حرمَين كبيرين في جامعة “حرّان”، حيث كانت تحيط بهم تلال بنيّة وخضراء اللون ليتمكن الشباب من اختبار مهاراتهم هناك.
- إنتاج الأجبان والألبان
مع استمرار إنتاج الحليب دورياً في المزرعة الجامعية الصغيرة، يستطيع طلّاب جامعة “حرّان”، في هذه المنشأة الإنتاجية، الاطلاع على كامل مراحل عملية تخمير الحليب. يتعلّم الطلاب الذين يضعون قبعات شبكية وقفازات مطاطية الخطوات اللازمة وإجرءات التحكم بدرجة الحرارة ومستوى النظافة لإنتاج اللبن الرائب ولبن العيران والأجبان.
يعني وجود أحدث المعدات والمدرّسين الخبراء أنّ منتج الطلّاب جيّد بما يكفي ليُباع في كافتيريا الجامعة. يشعر الزبائن بالفخر عند رؤية شعار جامعتهم كعلامة تجارية على المنتجات التي تم إنتاجها محلياً.
2.الدفيئات الزراعية
على مدار السنة، يمكن رؤية الدفيئات الزراعية الضخمة في مختلف أنحاء المناطق الريفية في تركيا، ممتلئة بالخضار كثيرة العُصارة. تعرّف دورة الدفيئات الزراعية، نظرياً وعملياً، الطلاب على ثقافة الاستغناء عن التربة، وهي طريقة تمكّن الفلاحين من زراعة المحاصيل بصرف النظر عن الأحوال الجوية.
داخل المباني الدافئة التي لا تصلها الرياح، يتناقش الشباب حول الأسمدة المناسبة لكل محصول، وحول كيفية السيطرة على الآفات التي يجتذبها كل نوع من النباتات، وحول المحاصيل المروية. كما يقوم الطلاب بالتقليم والتشذيب والري ومن ثم القطف والتعبئة. ويُعتبر الفلفل والخيار والباذنجان والطماطم وأنواع الخس الناضجة المحاصيل التي يبيعها الطلّاب في الأسواق المحلية.
- تربية الدجاج
هو منهج صممته “سبارك” خصيصاً لدورات العلوم الزراعية القصيرة حيث يخوض طلاب دورة تربية الدجاج التجربة الأولية في تغذية وتربية الدواجن للحصول على اللحم والبيض.
تمنح تقنيات تربية الدجاج حتى النضج الطلاب مهارات قيّمة يمكن تطبيقها في المشروعات الريادية من المنزل أو المصانع الكبيرة. حتى الآن، تمّ بيع أكثر من 400 من دواجن الطلّاب بشكل أساسي لموظفي الجامعة عند الطلب.
4.إنتاج الفطر
لا يحظى الفطر بعد بسلسلة قيمة متطورة في منطقة جنوب شرق تركيا ولا حتى في سوريا، والأرجح أنّ هذا يعود إلى أنّه لا يشكّل مكوّناً رئيسياً في الأطباق المحلية. وهكذا، وبالنسبة للطلاب المنتجين للفطر، كانت الدورة المرة الأولى التي يتعاملون خلالها مع أنواع مختلفة من الفطر.
يشرح المعلّم قائلاً: “يُعتبر الفطر من الخضار سهلة الإنتاج نسبياً، حيث يمكن إنتاج كميات كبيرة منها حتى في أصغر المساحات، وحتّى في المنزل”. يتم تعليم الطلاب كيفية تحضير الرواسب وضبط درجة الحرارة والقطف في الوقت الملائم. حالياً، يساهم بعض خريجي الدورة وبشكل فعّال في المستوى الاقتصادي لأسرهم.
5.استنساخ البذور المحلية
تُعدّ الحبوب الهوية الزراعية لكل دولة، ويشكّل إنتاجها أمراً حاسماً للأمن الغذائي والاستقرار الاقتصادي، لاسيّما في الدول المتضررة من الحرب والصراع.
تعلّم الطلاب كيفية زراعة القمح والفاصولياء وحراثة التربة واستخدام المبيدات الحشرية والري والدرس والحصاد. والأهم، أنهم الآن مُلمّون بتقنيات الزراعة وإنتاج البذور التي ستساعد في إعادة بناء القطاع الزراعي في سوريا.
قادة الأعمال الزراعية السورية في المستقبل
أجرت “سبارك” وSAID (جمعية من رجال وروّاد الأعمال النشطين في تركيا) مؤخراً دراسة لسوق العمل لتقييم الفجوات في المهارات لدى المشروعات السورية الريادية المتوسطة والصغيرة في جنوب تركيا. أظهرت الدراسة أن الجزء الأكبر من الشركات السورية التي شملتها الدراسة كانت من القطاعات التالية: المواد الغذائية/المشروبات الخفيفة (%17.2)، العقارات/البناء (%12.5)، النسيج (%9.9)، البلاستيك (%9.2)، بينما كانت الدواجن والثروة الحيوانية القطاع الأقل اهتماماً من قبل الشركات السورية.
نأمل أنه ومع دخول خريجي دورة الهندسة الزراعية القصيرة إلى سوق العمل في المنطقة، فإنه سيمكننا رؤية ذلك التغيير يحصُل قريباً.
أخبار ذات صلة
-
أخبار
مستقبل فلسطين المجهول: كيف تخطف الحرب قدرة الفلسطينيين على بناء القطاع التكنولوجي
-
أخبار
أوقفوا الحرب، وأعيدوا الأمل: معًا، لنُعيد بناء غزة
لقد مرت سنة كاملة منذ أن تعرضت غزة، التي يقدر عدد سكانها بـ 2.23 مليون نسمة، لقصف متواصل. وقد قُتل…
-
غير مصنف
إشعال روح ريادة الأعمال: سبارك تفتتح أول حاضنة أعمال في البيضاء
-
أخبار
عام على كارثة الفيضانات في ليبيا
بعد مرور عام على الفيضانات التي اجتاحت ليبيا، تواصل سبارك جهودها على الأرض بالشراكة مع المنظمات المحلية لمساعدة الشركات ورواد…
-
أخبار
برنامج المنح الدراسية للطلاب الدوليين المقيمين في تركيا
-
غير مصنف
Creating employment opportunities for Syrian refugees in Türkiye
This article first appeared in Devex. A partnership between the international NGOs SPARK and Qatar Charity, supported by Qatar…
-
أخبار
70 من شباب غزة يحصلون على فرص عمل جديدة في قطاع التكنولوجيا
-
أخبار
تمويل بقيمة 1.1 مليون يورو من صندوق ضمان القرض بالشراكة مع بنك البركة التركي للشركات الصغيرة والمتوسطة المتضررة من الزلزال في تركيا
أساس محور استجابة منظمة سبارك للتعافي بعد الزلزال هو إعادة بناء شركائنا في ريادة الأعمال والتنمية الاقتصادية حيث إن عملهم…
-
أخبار
اليوم الدولي للعمال: خلق فرص العمل يقوي المجتمعات
يوم العمال العالمي هو يوم لتكريم العمل الشاق لجميع العمال في جميع أنحاء العالم. إنها فرصة للاحتفال بمساهمات أولئك الذين…
-
شمال افريقيا: هذا ما فاتك IGNITE
-
مسابقة نماء في نسختها الرابعة لدعم الابتكار وريادة الأعمال في تركيا
-
فن الجداريات في عمان يحتفي برواد الأعمال اصحاب التطلعات المستدامة.
-
المعنيّون بمنظومة الشركات الناشئة يلتقون في عمان