منذ عام 2011 ، شهدت ليبيا موجات مختلفة من الصراع، والتي تسببت في وضع اجتماعي وسياسي معقد. في أكتوبر 2020، بادرت جميع الأطراف إلى اتفاق لبدء خطوات بناء السلام والتوحيد. أثرت جائحة COVID-19، كما هو الحال في العديد من الأماكن، على تقديم الخدمات العامة وأثرت بشكل كبير على الاقتصاد في البلاد. وفقًا للبنك الدولي، 20٪ من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا عاطلون عن العمل في ليبيا، مقارنة بالمعدل العالمي البالغ 13٪.

يوفر برنامج “تضامن” الممول من البنك الإسلامي للتنمية (IsDB) وصندوق التضامن الإسلامي للتنمية (ISFD) الذي تنفذه سبارك بالتعاون مع  من الشركاء الليبيين الخبراء، فرصًا اقتصادية مستدامة لـ 7000 من الشباب والنساء واللاجئين والمشردين داخليًا. يركز البرنامج بشكل خاص على تنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة الحجم (MSMEs) في قطاع الصحة، والتي تأثرت بشدة بالأزمة التي طال أمدها. سيتم دعم الأشخاص في الوظائف أو ريادة الأعمال من خلال دورات مهارات العمل، والمساعدة الفنية، والوصول إلى الأسواق وفرص التمويل.

برنامج سبارك “تضامن” نشط في الأردن ولبنان والعراق لسنوات عديدة وسوف يتوسع الآن إلى ليبيا والصومال. ويركز البرنامج على الصحة في حالات الطوارئ وعلى دعم المشروعات الصغيرة والمتوسطة للحفاظ على الأعمال التجارية والنمو على الرغم من الوباء. ويشمل أيضًا توفير معدات الحماية للمرافق الصحية، وتقديم الاستشارات النفسية والاجتماعية، وإجراء التدريب المهني العالي للموظفين الطبيين والشباب.

وقال مراد حناتي، مدير البرنامج الإقليمي لشمال إفريقيا في سبارك: ” يهدف مشروع “تضامن” إلى تقديم أفضل الخدمات الممكنة لتزويد الشباب بالمهارات والقدرات اللازمة للتخفيف من تأثير كوفيد -19، ولكن الأهم من ذلك أنهم يطمحون لبدء أنشطتهم الاقتصادية وتنميتها وضمان ظروف لائقة لتزدهر في بيئة اجتماعية صعبة”. 

دعم الشركات ذات الصلة بالقطاع الصحي

ينصب تركيز البرنامج لمدة عام واحد على دعم ما لا يقل عن 45 شركة صغيرة ومتوسطة في قطاع الصحة من خلال تقديم دورات تدريبية قصيرة حول المهارات المحيطة بحالات الطوارئ و COVID-19، بالإضافة إلى دعم تعافيهم من الوباء. علاوة على ذلك، تهدف إلى توفير التدريب على ريادة الأعمال لـ 50 امرأة وشابًا للحصول على عمل مستدام، وتوسيع نطاق 90 مشروعًا صغيرًا وصغيرًا آخر من خلال المساعدة الفنية والوصول إلى السوق وفرص التمويل.المشروع سيتم تنفيذه من خلال شراكات جديدة مع منظمات محلية مثل حاضنة دراز وحاضنة بناء والقطاع الخاص وذلك لضمان تحقيق تأثير أكبر وفعال.

سبارك في ليبيا

ركز عمل سبارك السابق في ليبيا بين عامي 2016 و 2018 من خلال برنامج التوظيف المحلي في إفريقيا من أجل التنمية (LEAD) على الشباب والشركات الصغيرة القائمة. طورت المشاريع الصغيرة والمتوسطة المهارات اللازمة لشق طريقها نحو النمو. تقدمت هبة، وهي إحدى المشاركات في برنامج LEAD السابق، كمصممة أزياء وأطلقت شركة ملابس الحجاب وبدأت في تدريس تصميم الأزياء للطلاب. وقد أدى القيام بذلك إلى خلق فرص عمل لنساء أخريات في منطقتها. قالت هبة: “أنصح جميع النساء الليبيات بأن يكن أكثر طموحًا وأكثر اهتمامًا بما تحبه لأن هذا سيفيدها والمجتمع الذي تعيش فيه”.

تم توفير فرص عمل مستدامة لبعض الشباب ولكن الكثير من الجهود توقفت بسبب الصراع الشديد طوال فترة التنفيذ. يسعد سبارك العودة إلى ليبيا بالمعرفة والشركاء والطموحات المتجددة لدعم المزيد من الشباب لتحقيق النجاح في ريادة الأعمال.