رواد الأعمال يبذلون الجهود لإعادة الإعمار بعد الزلزال المميت.من الضروري إعادة إعمار الاقتصاد.

© 2023، توم نيكلسون، سبارك
في أعقاب أحد أكثر الزلازل المميتة التي ضربت تركيا وسوريا، تتحول جهود الإنقاذ الآن إلى عمليات لإعادة الإعمار، وها قد بدأ تأثير هذه المأساة يتضح على رواد الأعمال والشركات الصغيرة والمتوسطة ونظام بيئة الأعمال الأوسع.
في السادس من فبراير/شباط، ضرب زلزالان متتاليان مناطق مكتظة بالسكان في جنوب تركيا وشمال غرب سوريا بقوة 7.8 و7.7 على التوالي. وتشير التقارير حتى الآن إلى وفاة أكثر من 41 ألف شخص في تركيا وسوريا، ويُتوقع أن يزداد هذا العدد. بعد مرور اثني عشر يومًا، ومع تحول جهود الإنقاذ إلى عمليات لإعادة الإعمار، تُقدر قيمة الأضرار المالية في تركيا وحدها بحوالي 84 مليار دولار أمريكي، أي ما يعادل حوالي 11 في المئة من إجمالي الناتج المحلي للبلاد. أما في سوريا، فوصف الكثيرون الزلزال بأنه «أزمة داخل أزمة»، إذ تعاني البلاد من عقود من الحرب الأهلية والنزوح الجماعي والصعوبات الاقتصادية الشديدة.
تطلق منظمة «سبارك» جهودها لتسهيل استعادة مؤسسات التعليم العالي طاقتها الكاملة، ودعم النظم البيئية الريادية الموجودة، وتوفير خدمات للشباب لإعادة بناء حياتهم المهنية وشركاتهم، ولقد تحدثنا مع عدد من شركائنا والمشاركين معنا الذين تضرروا بالزلزال الكارثي.
شركاء ريادة الأعمال يقومون بإيواء 800 شخص.
كان اثنان من شركاء «سبارك» في طليعة أنشطة تطوير الأعمال التابعة للمنظمة في غازي عنتاب في جنوب تركيا، وهما مركز التصميم الصناعي والنمذجة «جيثام» Getham التابع لغرفة التجارة في غازي عنتاب، ومبادرة «غازي عنتاب تكنوبارك» Gaziantep TechnoPark التابعة لجامعة غازي عنتاب والتي تدعم المنتجات والخدمات التكنولوجية عالية الجودة.
ونظرًا للدمار الذي لحق بالمنازل، كان مئات الآلاف من الناس بحاجة ماسة إلى مأوى بعد الزلزال في الوقت الذي كانت فيه درجات الحرارة تلامس الصفر. وسرعان ما قام كل من أونور أكار، مدير عام «جيثام»، وكاظم يلدرم، مدير عام «غازي عنتاب تكنوبارك»، بتحويل مكاتبهما غير المتضررة إلى ملاجئ مؤقتة.
ويقول كاظم يلدرم: «مركز البحث والتطوير التابع لتكنوبارك كان في حالة جيدة، لذلك قمنا فورًا بتحويله إلى مركز للإيواء. في الليلة الأولى، استضفنا 800 شخص وقدمنا لهم الطعام والتدفئة بفضل المولدات الموجودة في الموقع.»
ويفيد أونور أكار: «أقام 200 شخص في مبنانا وقدمنا لهم الطعام والمأوى. إننا نبذل قصارى جهودنا لنكون جزءًا من جهود التنسيق في المدينة، والبقاء على اتصال مع الجهات المحلية الفاعلة الأخرى لتطوير الاستجابة اللازمة.»
التأثير المتوقع على نظام بيئة الأعمال
تشير التقارير إلى حدوث أضرار جسيمة في البنية التحتية للنقل والطاقة والإنترنت، إلى جانب انهيار آلاف المباني ووجود حوالى 500 ألف مبنى يجب هدمه على وجه السرعة في تركيا وحدها. ومن المتوقع أن يكون للزلزال تأثير طويل الأمد على الاقتصاد، علمًا أن سوريا تشهد تضخمًا شديدًا نتيجة الحرب الأهلية، وأن معدل التضخم في تركيا بلغ 85٪ قبل الزلزال، وهو أعلى معدل سُجل على مدى 24 عامًا.
وفقًا لكاظم يلدرم، المدير العام لغازي عنتاب تكنوبارك، «فرّ كثير من الناس من مدينة غازي عنتاب عقب الزلزال مباشرة. ونتوقع أن ينعكس ذلك على الأعمال في المدينة. فقد يلجأ أصحاب الأعمال إلى مغادرة المدينة بشكل كامل والانتقال إلى مناطق أخرى في الأجزاء الغربية من البلاد.»
ومع انتقال المستهلكين وأصحاب الأعمال من المناطق المتأثرة، قد يتناقص عدد فرص العمل المتاحة، وربما تواجه الشركات صعوبة في إيجاد عمالة مؤهلة، مما يوجه ضربة ثانية لمصادر رزق المجتمع المتأثر بالأزمة.
ويقول كاظم يلدرم في هذا السياق: «سيتعين على قطاع التنمية دعم الشركات الناشئة والأعمال الجديدة للتعويض عن انتقال الشركات خارج المنطقة.»
بالمقابل، يتوقع أونور أكار أن تلجأ العديد من الشركات في المدن شديدة التأثر، مثل هتاي وأديامان وكهرمان مرعش، إلى نقل أعمالها إلى مدينة غازي عنتاب التي كانت تتمتع بميزة تنافسية قوية قبل الزلزال. ويتوقع أن يواجه المنافسون الخارجيون الجدد بعض المقاومة، مشيرًا إلى أنه «سيتعين على قطاع التنمية التركيز على إنشاء مشاريع تجارية جديدة وتعزيز النمو حتى تعمل هذه الشركات الجديدة في نظام بيئي أكثر حفاوة، يكون خاليًا من الخلافات المتعلقة بالمنافسة بين الشركات القديمة وتلك الجديدة في المدينة.»
الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة قد تضررت بشدة.
يصف أحد طلاب المنح الدراسية السابقين وأحد رواد الأعمال الذين حصلوا على الدعم من برامج «سبارك» التأثير على شركته. ويقول المهندس الميكانيكي الذي يقوم بتصميم النماذج الأولية وتصميم نماذج منتجات الآلات إن مصنعه قد تضرر وتم تدمير آلة الطباعة ثلاثية الأبعاد الخاصة به. وكونه الشخص الوحيد المعيل لعائلته، فهو بحاجة ماسة إلى إعادة تشغيل شركته ليتمكن من دعمها. ويفيد: «هناك أزمة اقتصادية مستمرة، ونحن بحاجة إلى برامج دعم جديدة للشركات الناشئة من أجل إعادة الإعمار.»
هذا ويضيف أونور أكار، المدير العام لشركة جيثام: «إن القطاع الخاص قد تأثر بشدة بهذه الأزمة. ونحن نرى بعض الشركات الصغيرة التي تتبرع بمخزونها لجهود الإغاثة من أجل تلبية الاحتياجات العاجلة. تقوم هذه الشركات بالإنفاق والتبرع برأس المال التشغيلي الخاص بها، وهذا ما يجعلها أكثر عرضة للخطر.» كما أنه يشعر بالقلق أيضًا من أن المستثمرين قد ينقلون استثماراتهم إلى خارج المنطقة.
تضرر مؤسسات التعليم العالي.
تأثرت جميع الجامعات الشريكة لمنظمة «سبارك» في المنطقة بالزلزال. ومع الأسف، فارق العديد من الطلاب والموظفين وأعضاء هيئة التدريس الحياة. وعلى الرغم من تأثر البنية التحتية والمرافق الخاصة بهذه المؤسسات، إلا أنها ما زالت ترحب بالمجتمعات المحلية وتستضيفها في مرافقها. ومن المتوقع أن يتم استئناف التعليم العالي عبر الإنترنت قريبًا. تعمل «سبارك» مع شركائها بسرعة لتوفير الموارد والأموال، كما حدث خلال جائحة كوفيد-19، لتمكين الطلاب من متابعة تعليمهم العالي.
الخطوات القادمة التي ستتخذها «سبارك» لاستعادة نظام البيئة الاقتصادي
تنشط «سبارك» منذ عام 2015 في دعم نمو الشركات الناشئة والشركات الصغيرة والمتوسطة في غازي عنتاب وشانلي أورفة وهاتاي وكهرمان مرعش ومرسين وأضنة.
وإننا نعمل مع شركائنا المحليين، إلى جانب الطلاب والشركات الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، لتقييم احتياجاتهم ووضع برامج دعم مصممة خصيصًا للمساهمة في إعادة إعمار اقتصاد المناطق المتضررة.
ويتابع مكتب «سبارك» الواقع في غازي عنتاب عمله كما يواصل موظفونا تقديم الدعم لجميع الطلاب ورواد الأعمال، على الرغم من تأثرهم هم أيضًا بالأزمة.
أخبار ذات صلة
-
أخبار
سبعة من طلاب «سبارك» الشباب الموهوبين ورواد الأعمال فقدوا حياتهم في الزلازل. ونحن نخلد ذكراهم.
-
أخبار
مؤتمر الأطراف 26: كيف ندعم الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم (SMEs) لتصبح قادرة على التكيف مع تغير المناخ
يحتل التكيّف والتمويل المتعلق به للدول النامية أهمية كبرى على جدول الأعمال في اليوم الأخير من مؤتمر الأمم المتحدة المعني…
-
غير مصنف
أفغانستان: مخاوف على الاستقرار ومستقبل الشباب
-
غير مصنف
Business across Borders: Former employees turn to entrepreneurship
Many former SPARK employees have used their knowledge and expertise to start their own companies. Here they share their stories…
-
غير مصنف
تعرف على الفائزين في مسابقة ريادة الأعمال Startup Roadshow-Wired
-
غير مصنف
الاحتفال بالإنجازات: 10,000 منحة دراسية مقدمة للاجئين السوريين
سألت الملكة ماكسيما كوبار مشو، البالغة من العمر 19 ربيعًا والحاصلة على المنحة المقدمة من منظمة ’’سبارك‘‘ رقم 10,000، والتي…
-
غير مصنف
أين هم الآن؟ خمسة طلاب سابقين حاصلين على منح دراسية
-
غير مصنف
كيف بنينا شراكات مستدامة مع المؤسسات التعليمية
SPARK has now awarded over 10,000 scholarships in the Middle East. But this milestone could never have been achieved without…
-
غير مصنف
“لقد شعرت بالضياع نوعًا ما عندما تخرجت” – سد الفجوة في مجال المهارات
هل الخريجون في الشرق الأوسط مستعدون جيدًا لسوق العمل؟ ‘لا’ هو الجواب الواضح.
-
قوموا بتشغيل الكاميرات والميكروفونات فالتعليم الإلكتروني مستمرّ للمستبقل
-
تقدّم بطلبك الآن: يمكن للشركات الصغيرة والمتوسطة (SMEs) السورية والتركية الحصول على 30 ألف ليرة تركية لكل منهما
-
5 دورات قصيرة تحوّل شباباً سوريين إلى اختصاصيين زراعيين
-
5 فرص للخريجين في الشرق الأوسط